منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، بذلت الدولة المصرية جهودًا متواصلة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده من خلال تحركات إنسانية وسياسية ودبلوماسية شاملة.

مواضيع مشابهة: وزير الدفاع الإسرائيلي يلوح بالضرب على الجيش السوري في السويداء
مصر السند الأول للفلسطينيين منذ الحرب
على الصعيد الإنساني، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بفتح معبر رفح البري على مدار الساعة منذ بداية الأزمة، لتيسير تدفق المساعدات الغذائية والطبية، واستقبال نحو 100 ألف جريح ومرافقيهم للعلاج في المستشفيات المصرية، وقد قوبل هذا القرار بإشادة واسعة من الشارع الفلسطيني ومكونات المجتمع والفصائل الفلسطينية، تقديرًا للدور المصري في دعم غزة.
وفي مايو 2024، أكدت حركة “حماس” عبر عضو مكتبها السياسي أسامة حمدان، تقديرها لرفض مصر الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعت إلى أن يظل معبر رفح مصريًا فلسطينيًا خالصًا، دون أي إشراف إسرائيلي.
ومع تصاعد الأحداث، سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي في مايو على البوابة الفلسطينية من معبر رفح، ودمر الطرق والمنازل المحيطة بالكامل، وقد رفضت مصر هذه الخطوة بشكل قاطع، وطالبت بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية وإعادة تأهيل المعبر لضمان تدفق المساعدات، ومع استمرار التعنت الإسرائيلي وإغلاق المعابر، بدأت مصر في البحث عن مسارات بديلة، مثل إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم.
مواضيع مشابهة: علماء روس يطورون طلاء مبتكر لحماية الطائرات من التآكل والصدأ
وفي المقابل، أظهرت حركة حماس ازدواجية في المواقف، إذ دعت إلى فتح معبر رفح رغم استمرار الاحتلال للجانب الفلسطيني منه، ما اعتبره مراقبون تناقضًا يعرقل جهود إيصال المساعدات، ويدفع مصر للتعامل بحذر مع الوضع القائم لضمان عدم تمرير شرعية للاحتلال على المعبر.
ازدواجية المعايير لدى حماس
ورغم إعلان الحركة مرارًا عن مرونة في المفاوضات، إلا أن الواقع العملي أظهر غياب أي خطوات ملموسة نحو التهدئة أو وقف إطلاق النار، في ظل أوضاع معيشية متردية تفرضها الحرب على سكان غزة، وتُتهم الحركة بأنها تضع مصالحها السياسية وحكمها للقطاع فوق المصلحة الوطنية العامة، وترفض تقديم تنازلات ضرورية لتحقيق هدنة إنسانية.
وتُبرز مواقف حماس الأخيرة افتقارها لاستراتيجية وطنية واضحة في مواجهة الاحتلال، إذ تحولت شعارات التحرير والمقاومة إلى مفاوضات حول معابر وشاحنات، ما يكشف بُعدها عن الأهداف الوطنية الكبرى، واقتصار تحركاتها على ردود أفعال آنية على الأرض.
وتاريخيًا، تأسست حركة حماس في ثمانينيات القرن الماضي بما يُنظر إليه على أنه محاولة لضرب المشروع الوطني الفلسطيني وتعزيز الانقسام، وهو ما تحقق فعليًا مع تكريس الانفصال بين غزة والضفة، هذا الانقسام أضعف الحراك الفلسطيني الجماعي، وأجهض محاولات الضغط لإقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
حماس تسعى لتشويه دور الدول العربية وعلي رأسها مصر
ولا تتوقف حماس عند حدود الانقسام، بل تسعى لتشويه دور الدول العربية الداعمة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها مصر والأردن، لصالح أجندات خارجية مشبوهة، ما يضع علامات استفهام حول أولويات الحركة وارتباطاتها الإقليمية.
وتظل مصر متمسكة بمواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، من منطلق دورها التاريخي والريادي في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، رغم كافة التحديات والتعقيدات السياسية والميدانية القائمة.