
اقرأ كمان: انخفاض عدد الحاصلين على موافقة الهجرة للخارج إلى 182 وفقًا للتعبئة والإحصاء
تشهد صناعة العصائر في السوق المصرية زخمًا غير مسبوق، بينما تعاني الأسواق العالمية، خاصة في أوروبا والخليج، من نقص حاد في البرتقال الطازج المصري، والذي كان يعد من أبرز الصادرات الزراعية لمصر.
جاء هذا التراجع في الإمدادات نتيجة للتوسع في استخدام المحصول محليًا في تصنيع العصائر، مما أدى إلى خلق فجوة في الأسواق الخارجية، وارتفاع الأسعار، وتوجه بعض الدول نحو بدائل مثل جنوب أفريقيا.
يقول أمجد نسيم، مدير التصدير في شركة مزارع الترياق، إن التوجه نحو التصنيع حقق فائدتين رئيسيتين، الأولى هي خلق صناعة ذات قيمة مضافة، والثانية هي تحقيق عائد مادي مرتفع للمزارعين.
أوروبا والخليج بين التأثر والمقاومة
وفقًا لنسيم، فإن السوق الأوروبية تأثرت بوضوح منذ أبريل الماضي مع انخفاض الكميات وارتفاع الأسعار، وفي الخليج، خاصة السعودية، رُصد نقص واضح في المعروض المصري مع نهاية الموسم، رغم أن مرونة معايير التوريد خففت من وطأة الأزمة هناك.
كما واجهت شركات الشحن الإسبانية تحديات كبيرة بفعل الفيضانات، ما تسبب في تعطّل عمليات تصدير كميات كبيرة من البرتقال إلى الشرق الأوسط.
عصير البرتقال.. البديل الذهبي
على مدار سنوات، حافظت مصر على صدارة قائمة الدول المصدرة للبرتقال الطازج منذ 2019، رغم أنها تحتل المركز الخامس عالميًا في الإنتاج، لكن تغيّر توجهات الأسواق العالمية، والطلب المتزايد على المنتجات المصنعة، دفع مصر لإعادة النظر في استراتيجية تصدير البرتقال.
تشير بيانات وزارة الزراعة إلى أن مصر تنتج نحو 3.7 مليون طن من البرتقال سنويًا، وتصدر أكثر من 60% منه إلى 126 دولة.
كما أظهر تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية أن صناعة عصير البرتقال العالمية تواجه صعوبات كبيرة نتيجة للأمراض النباتية والتغيرات المناخية، مما تسبب في ارتفاع الأسعار وتراجع الإمدادات، خصوصًا من البرازيل، أكبر منتج عالمي للعصير.
ثلاثة مكاسب استراتيجية
تصنيع البرتقال محليًا يحقق ثلاث فوائد مباشرة:
1. قيمة مضافة للاقتصاد من خلال فتح استثمارات جديدة وتشغيل مصانع.
2. عائد استثماري مرتفع يصل إلى 51%، بحسب دراسة حديثة للهيئة العامة للاستثمار.
3. عائد أفضل للمزارعين، حيث ارتفعت أسعار التوريد للمصانع إلى 25 جنيهًا للكيلو، مما جذب كميات أكبر نحو التصنيع بدلاً من التصدير.
ويؤكد كريم الشوربجي، العضو المنتدب لشركة الكريم للحاصلات الزراعية، أن المصانع باتت تشتري البرتقال بأسعار تفوق القدرة التنافسية للأسواق الخارجية، مما دفع المصدرين لإعادة توجيه المحصول نحو السوق المحلية.
قفزة في العائدات رغم تراجع الكميات.
لأول مرة، أدى الاتجاه نحو التصنيع إلى رفع أسعار التصدير إلى مستويات قياسية بلغت 1000 دولار للطن، ويؤكد محمد خليل، رئيس لجنة الموالح بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن التراجع في كميات التصدير لم يتجاوز 10% خلال الموسم الماضي، مع توقعات بتحقيق عائدات أفضل رغم انخفاض الكميات.
خطة توسع زراعي لمواكبة الطلب العالمي.
ممكن يعجبك: أسعار الذهب اليوم السبت 21 يونيو 2025: عيار 21 يصل إلى 4810 جنيهات
تسعى مصر لتعزيز قدراتها الزراعية من خلال التوسع في استصلاح الأراضي، لمواجهة الطلب المتزايد على المنتجات الزراعية محليًا وعالميًا، وتستهدف الدولة استصلاح نحو 3.5 مليون فدان حتى عام 2030، ضمن مشروعات قومية كبرى مثل “الدلتا الجديدة” و”توشكى” و”مستقبل مصر”، بهدف زيادة إنتاج المحاصيل الاستراتيجية مثل الحبوب والفاكهة.
تُعد زراعة الحمضيات، وعلى رأسها البرتقال، من القطاعات التي ستحظى بأولوية التوسع، نظرًا لأهميتها التصدارية وقيمتها المضافة المتنامية في الصناعات التحويلية.