في لقاء مؤثر ضمن برنامج “ست ستات” الذي يُعرض على شاشة DMC، فتحت الفنانة صندوق الذكريات، لتتحدث بصراحة ودفء عن علاقتها بجدها الراحل عبد الله غيث، الفنان الذي لم يترك فقط بصمته في تاريخ الدراما والمسرح المصري، بل ترك أيضًا أثرًا عميقًا في قلب حفيدتها، التي احتفظت بصورته كـ”إنسان قبل أن يكون فنانًا”.

شوف كمان: حلا شيحة: القرآن علاج شامل وحديث يبعث على الطمأنينة
الطفولة في حضن الجدين: “بيت جدي كان الدفء الحقيقي”
استهلت ياسمين غيث حديثها بإبراز الأثر الكبير الذي تركه الجد عبد الله غيث وعمه حمدي غيث في حياتها، واصفة تلك السنوات الأولى بأنها كانت مليئة بالحب والاحتواء، حيث قالت: “جدي عبد الله وعمي حمدي كانوا الحضن الدافي اللي عشت فيه طفولتي، كنا بنستنى الصيف بفارغ الصبر علشان نروح العزبة في الشرقية، ونجتمع في بيت جدو عبد الله.. ده كان البيت اللي فيه كل حاجة حلوة”
ورغم رحيل عبد الله غيث وهي لا تزال طفلة، فإن ذاكرته بقيت حيّة في وجدانها: “هو مات وأنا صغيرة، بس مش ممكن أنسى روحه الطيبة، وكرمه وحنانه اللي كان يغمُرنا لما نقعد معاه، كان وجوده بيدّي إحساس بالأمان.. كنت بحس إنه مش بس جد، ده حضن كبير بيحتوينا كلنا”
“جدو حمدي”: استمرار للحنان
بعد فقدانها الجد عبد الله، وجدت ياسمين ملاذها في عمّه وشقيقه الفنان حمدي غيث، الذي لعب دورًا محوريًا في دعمها ومساندتها نفسيًا: “جدو حمدي هو اللي فضِل في حياتي بعد جدو عبد الله، وكان نسخة منه في الحنية، فاكرة إنه كان دايمًا يقشرلي البرتقال بنفسه، ويقعد يحكيلي حكايات من زمان.. كان بيحبني بصدق، وكنت بحس بنفس طيبة جدو عبد الله فيه”
“والدي هو امتداد لجدي في كل شيء”
وأشارت ياسمين غيث إلى أن والدها يمثل الامتداد الحقيقي للصفات الجميلة التي تمتع بها عبد الله غيث، موضحة: “بابا واخد منه حاجات كتير، من أول الهدوء، للاحترام، لطريقة الكلام، وحتى الوقار، بحس إن جدو سايب وراه نسخة في بابا.. نفس الطيبة، نفس الرجولة، ونفس الهيبة اللي كانت في عبد الله غيث”
عبد الله غيث: إنسان عظيم قبل أن يكون نجمًا
لم يكن عبد الله غيث في نظر ياسمين مجرد نجم شاشة، بل كان إنسانًا استثنائيًا بكل المقاييس، وهو ما عبّرت عنه بوضوح: “هو ماكنش بس فنان، هو كان راجل جدع وطيب وأصيل.. كل الناس اللي عرفته حسته كده، مش بس العيلة، الناس كانت بتحبه مش لأنه نجم، لكن لأنه إنسان عظيم بمعنى الكلمة”
اقرأ كمان: هاجر أحمد تنعي فتيات المنوفية الذين نجوا من الحياة بأعجوبة
تجربة السرطان: حينما توقف الزمن
وانتقلت ياسمين غيث خلال اللقاء للحديث عن واحدة من أصعب التجارب التي مرت بها: رحلتها مع السرطان، تجربة وصفتها بأنها غيرت مجرى حياتها بالكامل، حيث قالت: “حسيت بحاجة غريبة في جسمي.. كأن الزمن وقف، قلبي قالّي من اللحظة الأولى: ده سرطان، ماستنيتش، رحت لطبيبة نساء، طلبت مني تحاليل وأشعة، وبدأت تهيئني نفسيًا للخبر، بس أنا كنت حاسة من الأول”
وأضافت: “بعد التأكد، دخلت في حالة انهيار تام، كان عام 2016، وكلمة سرطان وقتها كانت مرعبة، حسيت إن حياتي انتهت، وإن ابني مش هشوفه بيكبر.. كنت صغيرة، وهو كمان طفل”
الدعاء والتسليم لله: “كان أملي الوحيد”
وفي تلك اللحظات القاسية، لجأت ياسمين غيث إلى الله، بالدعاء والتضرّع: “صليت وقلت لربنا نفسي أعيش.. مش علشاني، علشان ابني وأسرتي، بعد ما تأكدت من نتيجة التحاليل، دخلت العمليات بعد ساعة واحدة.. وكل حاجة حصلت بسرعة غير متوقعة، كانت أسرع لحظة في حياتي”
رسالتها لمن يمر بنفس التجربة
ورغم الألم، خرجت ياسمين غيث من تلك المعركة أقوى، وأكثر إيمانًا بالحياة وبقيمة القوة النفسية، ووجهت رسالة لكل من يمر بتجربة مماثلة: “السرطان تجربة قاسية، بس اللي بيعدي منها بيتغيّر للأفضل.. بيتولد من جديد، ربنا يكتب الشفاء لكل مريض، خصوصًا اللي لسه في أول حياته، ولسه خايف أو تايه”