في ذكرى ميلادها.. لبنى عبد العزيز، أيقونة الأناقة والثقافة وصوت الإذاعة الرائد

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة القديرة، واحدة من أبرز أيقونات السينما المصرية، التي تميزت بجمالها الرصين، وحضورها الفني الرفيع، وثقافتها المتعددة اللغات، والتي تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن المصري والعربي، ويقدم موقع خبر صحالتهنئة للفنانة لبنى عبد العزيز، ويستعرض أبرز محطات حياتها الشخصية والفنية.

في ذكرى ميلادها.. لبنى عبد العزيز، أيقونة الأناقة والثقافة وصوت الإذاعة الرائد
في ذكرى ميلادها.. لبنى عبد العزيز، أيقونة الأناقة والثقافة وصوت الإذاعة الرائد

نشأة الفنانة لبنى عبد العزيز

وُلدت لبنى عبد العزيز في مثل هذا اليوم من عام 1935، وسط أسرة مثقفة بحي الزمالك في القاهرة، حيث كان لعالم الأدب والفن والثقافة دور كبير في تشكيل وعيها منذ طفولتها، وبدأت مسيرتها الإذاعية في سن العاشرة، بعدما اكتشفها الإعلامي عبد الحميد يونس الذي أُعجب بطريقتها في إلقاء الشعر، وأدائها العفوي المؤثر، فكانت بداية صوتية خالدة عبر البرنامج الأوروبي بـ”ركن الأطفال”.

من الإذاعة إلى هوليوود الشرق

أظهرت لبنى عبد العزيز نبوغًا مبكرًا في الإعلام، حيث تولّت تقديم البرنامج بنفسها في سن الرابعة عشرة، بعد أن أثبتت كفاءتها وتميزها في اللغتين الإنجليزية والفرنسية إلى جانب العربية، ولم تقطع علاقتها بالعمل الإذاعي رغم التحاقها بالجامعة الأمريكية، بل واصلت الإعداد والتقديم والإخراج الإذاعي حتى بعد انتقالها إلى الدراسة العليا في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

قادتها الصدفة إلى عالم السينما، حين كانت تُعد تحقيقًا صحفيًا عام 1957 عن مقارنة بين السينما المصرية والأمريكية، فالتقت بالمنتج رمسيس نجيب والمخرج صلاح أبو سيف، واللذين رأيا فيها بطلة مناسبة للسينما، وبعد جلسة إقناع لوالدها، دخلت لبنى عالم الفن من أوسع أبوابه، من خلال فيلم “الوسادة الخالية” أمام العندليب عبد الحليم حافظ، لتُصبح نجمة الشباك الأولى في وقت قياسي.

حضور فني استثنائي

مثّلت لبنى عبد العزيز جيلًا من الفنانات اللواتي جمعن بين الجمال والفكر والتنوع الثقافي، وشاركت في مجموعة من أهم كلاسيكيات السينما المصرية، أبرزها:
• الوسادة الخالية (1957)
• أنا حرة
• غرام الأسياد
• آه من حواء
• عروس النيل
• رسالة من امرأة مجهولة

تميزت أدوارها بالقوة والجرأة، خاصة في تناول قضايا المرأة، وكانت من أولى الفنانات اللواتي قدّمن أدوارًا تحمل رسائل تحررية واضحة.

انسحاب اختياري وعودة نادرة

رغم نجاحها الكبير، قررت لبنى عبد العزيز الابتعاد عن الفن في السبعينيات بعد زواجها من الكاتب إسماعيل برادة وسفرها إلى أمريكا، وعادت إلى مصر لاحقًا وقدّمت أعمالًا محدودة جدًا، مثل مشاركتها في مسلسل “عمارة يعقوبيان” عام 2007، الذي شهد عودتها الفنية بعد غياب طويل.

تكريمات وحضور دائم

في السنوات الأخيرة، حظيت لبنى عبد العزيز بتكريمات عدة، كان أحدثها في 2025 حين منحتها الهيئة الوطنية للإعلام وسام ماسبيرو للإبداع، تكريمًا لعطائها الكبير في الإذاعة والسينما، وأقيم التكريم في منزلها بحي الزمالك، بحضور الإعلامي أحمد المسلماني.

في ذكرى ميلادها، تتجدد ذكرى فنانة استثنائية في كل شيء، من حضورها الراقي إلى أصالة رسالتها الفنية، ستظل لبنى عبد العزيز رمزًا من رموز القوة الناعمة المصرية، ووجهًا لا يُنسى في الذاكرة السينمائية والإذاعية العربية.