تسعى عناصر جماعة الإخوان الإرهابية في فلسطين إلى زيادة الضغط على الحكومة المصرية لفتح معبر رفح، وتحقيق خطط التهجير لأهالي غزة إلى سيناء، وتستمر هذه المحاولات من خلال تنظيم تظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب عاصمة إسرائيل، حيث يرفع المشاركون علم إسرائيل مطالبين بفتح المعبر وترحيل أهالي قطاع غزة إلى مصر.

مواضيع مشابهة: محافظ القاهرة يزور أحياء دار السلام والبساتين لمتابعة أعمال التطوير
الإخواني رائد صلاح
تتولى قيادة هذه التظاهرات بعض العناصر البارزة في جماعة الإخوان، ومنهم القيادي رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، الذي انتقد مصر والأزهر الشريف بسبب موقفهما من معبر رفح.
فقد أدلى رائد صلاح بتصريحات عقب تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، حيث تساءل بسخرية: “متى ستفتح مصر معبر رفح؟”، منتقداً الأزهر بطريقة تحمل التهكم والتشكيك في مواقفه من العدوان الإسرائيلي على غزة
من نفس التصنيف: ندوات توعية داخلية للعاملين بشركة مياه قنا للحد من إهدار المياه
من هو الشيخ رائد صلاح؟
وُلد رائد صلاح في قرية أم الفحم شمال إسرائيل عام 1958، وهو أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في أوائل السبعينيات، وفي عام 1989، ترشح لرئاسة بلدية أم الفحم عن الحركة الإسلامية، ونجح في ذلك ليصبح رئيساً للبلدية عن عمر 32 عاماً، واستمر في الفوز بنفس المنصب عامي 1993 و1997.
انتخب صلاح في عام 1996 رئيساً للحركة الإسلامية، وتم إعادة انتخابه عام 2001، وخلال تلك الفترة تولى رئاسة مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ورئاسة مؤسسة الإغاثة الإنسانية، وقد عبر عن رفضه لاتفاق أوسلو، معتبراً إياه ضربة للقدس والمسجد الأقصى، كما رفض التدخل الإسرائيلي في الشؤون الدينية للمسلمين والمسيحيين.
الحركة الإسلامية
تعتبر الحركة الإسلامية في إسرائيل بقيادة الشيخ رائد صلاح من أقوى الحركات الفلسطينية، حيث تقود حملات للضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف أعمال الحفر في محيط الحرم القدسي، بينما تتهم السلطات الإسرائيلية الحركة بالتحريض وإثارة الشغب.
ومع غياب حركات مثل حماس والجهاد الإسلامي في القدس بسبب التضييق الإسرائيلي، تواصل الحركة الإسلامية في إسرائيل، المتمركزة في القرى والبلدات العربية بشمال إسرائيل، قيادتها للاحتجاجات، حيث يتمتع أعضاء الحركة بالجنسية الإسرائيلية ويعيشون داخل البلاد، وتركز الحركة على حماية المساجد والمقابر الإسلامية للحفاظ على الهوية الإسلامية.
يرتدي رائد صلاح زياً إسلامياً تقليدياً باستمرار، وقد سُجن عدة مرات، رغم اتهامه بالانتماء لمنظمة القاعدة، إلا أنه لم تثبت عليه تلك التهمة.
انقسام الحركة الإسلامية
انقسمت الحركة الإسلامية قبل سنوات، حيث تعارض فرقة صلاح الشمالية الدخول إلى الكنيست، بينما تمتلك الفرقة الجنوبية نواباً في الكنيست، وتعتبر الفرقة الشمالية أن الديمقراطية الإسرائيلية لن تحافظ على الوجود العربي والإسلامي، ومع ذلك، تواصل الفرقة الجنوبية دعم صلاح ورفاقه.
يقول المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان عن صلاح: “رائد صلاح منظم لأنه يستغل الجانب الديني والمشاعر المتعلقة بالمسجد الأقصى، وأي زعيم يستغل هذه المشاعر يمكنه إثارة العواطف ضد الدولة والحكومة”
في 5 سبتمبر عام 1999، وقع حادث تفجير في مدينتي طبريا وحيفا، حيث انفجرت سيارتان مفخختان، ووجهت الشرطة الإسرائيلية اتهامات للأشخاص الذين قيل إنهم ينتمون للحركة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين بدأت موجة من الإجراءات ضد الجناح الشمالي، وتبنت توصيات من جهاز الأمن العام “شاباك” والشرطة، التي أيدها وزير الأمن الداخلي آنذاك شلومو بن عامي ضد الجناح الشمالي.
تضمنت تلك التوصيات منع خطب الجمعة في المساجد، ومنع دخول زعيم الجناح الشمالي الشيخ رائد صلاح ونائبه الشيخ كمال الخطيب إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية، بالإضافة إلى منعهم من الخروج من البلاد، كما يتم فحص المصادر المالية التي تمول الحركة ومراقبة الأموال التي تدخل إلى المناطق الفلسطينية، وإغلاق صحيفة “صوت الحق والحرية”، وإغلاق المؤسسات التعليمية.
حظر الجناح الشمالي
حظرت إسرائيل الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في نوفمبر عام 2015، متهمة إياه بأنه أحد الجماعات التي تحرض على العنف، وأعلنت حينها أن “أي شخص ينتمي إلى هذه الحركة أو يقدم خدمات لها، أو يعمل في إطارها، يرتكب جريمة عقوبتها السجن”.
وأضاف البيان أن “الجناح الشمالي للحركة الإسلامية يقوم منذ سنوات بحملة تحريض على العنف تحت شعار “الأقصى في خطر”، متهمين إسرائيل جزافاً بأنها تريد التعرض للمسجد وانتهاك الوضع القائم”.
دأبت السلطات الإسرائيلية على سجن صلاح منذ عام 1981 لأسباب متعددة، منها الارتباط بمنظمة محظورة، والتحريض على الشغب، والتعامل مع حماس، والتحريض على العنف في القدس، وإعاقة عمل الشرطة، كما تم اعتقاله أثناء زيارته لبريطانيا عام 2011 حيث حاولت السلطات ترحيله.