الإدارة الحكيمة للمال وكيفية تجنب الوقوع في فخ الديون

مع تفاقم التحديات الاقتصادية التي يشهدها الشارع المصري في الآونة الأخيرة، أصبحت الديون الشخصية تمثل خطرًا حقيقيًا يهدد استقرار ملايين الأسر، حيث تزايدت الأسعار وتآكلت القوة الشرائية، مما أدى إلى اعتماد الكثيرين على القروض وبطاقات الائتمان، وهو ما دفع البعض إلى حافة الإفلاس أو العجز المالي.

الإدارة الحكيمة للمال وكيفية تجنب الوقوع في فخ الديون
الإدارة الحكيمة للمال وكيفية تجنب الوقوع في فخ الديون

كيف تتجنب الوقوع في فخ الديون

في هذا التقرير، يستعرض «نيوز رووم» أبعاد ظاهرة تراكم الديون، ويتناول آراء متخصصين في الشأن المالي حول كيفية تفادي الأزمة وسبل تصحيح المسار قبل فوات الأوان.

أولًا: ملامح الأزمة – أرقام ومؤشرات مقلقة:

تشير بيانات غير رسمية صادرة عن مراكز أبحاث اقتصادية محلية إلى أن أكثر من 40% من المواطنين يعتمدون بشكل دوري على التمويلات الشخصية لتغطية نفقات أساسية مثل السكن والتعليم والصحة.

كما سجلت البنوك المصرية زيادة في طلبات القروض الاستهلاكية بنسبة تتجاوز 22% خلال النصف الأول من عام 2025، مما يعكس تزايد الحاجة إلى الاقتراض نتيجة الضغوط المعيشية.

ثانيًا: الأسباب التي تدفع الأفراد نحو دوامة الديون:

ضعف الثقافة المالية لدى الأفراد: لا يزال مفهوم التخطيط المالي الشخصي غائبًا لدى شريحة كبيرة من المواطنين، مما يجعلهم غير قادرين على تقييم مخاطر الاقتراض.

توسع البنوك في إتاحة القروض دون توعية كافية:

سهولة الحصول على قروض شخصية وبطاقات ائتمان تفتح المجال للوقوع في فخ الديون دون تقدير للعواقب، بالإضافة إلى الضغوط الاجتماعية والاستهلاكية، مما يدفع الكثيرين إلى الاقتراض للحفاظ على نمط حياة معين أو لمجاراة مناسبات اجتماعية.

نصائح لتتفادى السقوط في فخ الديون؟

هناك مجموعة من القواعد الذهبية التي ينبغي الالتزام بها لتفادي الديون أو الخروج منها بأقل الخسائر، وأبرزها:
1. ضع ميزانية شهرية محكمة
يجب كتابة قائمة بالدخل والنفقات الشهرية، وتحديد أولويات الإنفاق وتجنب الكماليات.
2. ادّخر حتى في الظروف الصعبة
ادخار حتى 5% من الدخل الشهري يمكن أن يشكل طوق نجاة عند مواجهة أي أزمة طارئة.
3. قلّل من استخدام بطاقات الائتمان
البطاقات ليست وسيلة مجانية للشراء، فالفوائد التراكمية قد تحول مبلغًا بسيطًا إلى عبء كبير.
4. استثمر في نفسك بدلًا من القروض الاستهلاكية
بدلاً من الاقتراض للسفر أو شراء أجهزة، يمكن توجيه الأموال لتعلم مهارة أو تطوير مشروع يولد دخلًا مستقبليًا.
5. تعلم قول “لا”
الضغوط الاجتماعية ليست مبررًا لتحمل التزامات مالية تفوق قدرتك.

دور البنوك.. هل من مسؤولية اجتماعية؟

تطرح الأزمة تساؤلًا حول دور المؤسسات المصرفية في التوعية المالية، حيث يجب على البنوك أن تلعب دورًا أكبر في توعية العملاء بمخاطر الإقراض، كما ينبغي أن ترتبط موافقة القرض ببرامج توعية إلزامية.

مبادرات للإنقاذ – هل من أمل؟

أطلقت بعض البنوك برامج لإعادة جدولة الديون، كما دشنت جهات غير ربحية مبادرات لتعليم التخطيط المالي، ورغم محدودية الأثر حتى الآن، فإنها تمثل بداية ضرورية لمواجهة الظاهرة.

كما تُطالب جمعيات حماية المستهلك بسن قوانين جديدة تنظم آليات الإقراض، وتمنع الممارسات التجارية المضللة التي تدفع البعض للاقتراض بشكل غير مسؤول.