أحدث مقتل الشاب الأمريكي من أصول فلسطينية، خميس عبد اللطيف عياد، ردود فعل غاضبة على نطاق واسع، حيث توفي نتيجة اختناق جراء هجوم شنّه مستوطنون إسرائيليون على بلدة سلواد شرقي رام الله في فجر الخميس، وسط دعوات ملحّة لمحاسبة المتورطين وفتح تحقيق رسمي من الجانب الأمريكي في الحادثة.

مقال مقترح: انفجار طائرة مسيّرة مفخخة قرب مطار أربيل في العراق يسبب حادثًا أمنيًا جديدًا
إشعال المستوطنين النيران في منازل ومركبات المواطنين
أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن خميس عياد، الذي يبلغ من العمر 40 عامًا، قضى نتيجة الاختناق بالدخان الناتج عن إشعال المستوطنين النيران في منازل ومركبات المواطنين خلال اقتحامهم لبلدة سلواد، وهو ما أكده ناشطون فلسطينيون الذين أشاروا أيضًا إلى استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لقنابل غاز سامة خلال الهجوم.
ووفقًا لمصادر محلية، فقد شنت مجموعات من المستوطنين اعتداءات منظمة على عدد من القرى شرقي رام الله، بما في ذلك سلواد ورمون وأبو فلاح، مما أدى إلى إحراق نحو 16 مركبة، بحسب ما أفادت به وكالة “الأناضول”.
مقال له علاقة: كارثة في بئر السبع مع دمار واسع بمستشفى سوروكا بعد ضربة صاروخية مباشرة
يحمل خميس عياد الجنسية الأمريكية، وكان قد أقام سابقًا في مدينة شيكاغو قبل أن يعود إلى بلدته الأصلية سلواد بالضفة الغربية منذ خمس سنوات، مع استمراره في عمله مع جهة أمريكية عن بُعد.
مطالب أمريكية بالتحقيق والمساءلة
على إثر هذه الحادثة، دعا “مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية” السلطات الأمريكية، وتحديدًا وزارة العدل، إلى فتح تحقيق شامل في ملابسات مقتل عياد، معتبرًا أن وفاته تمثل “انتهاكًا خطيرًا لحقوق المواطنين الأمريكيين”، خاصة إذا وقعت تحت رعاية أو حماية الجيش الإسرائيلي.
وشدد المجلس على ضرورة محاسبة الأطراف المسؤولة، مؤكدًا أن ما حدث يستوجب مساءلة رسمية، من جهتهم، طالب ممثلون عن الجالية الفلسطينية في شيكاغو ونشطاء مدنيون الحكومة الأمريكية بتحمّل مسؤوليتها في حماية مواطنيها خارج البلاد، خاصة في المناطق المتوترة مثل الضفة الغربية، داعين المسؤولين في ولاية إلينوي إلى الضغط من أجل اتخاذ إجراءات فورية.
يُعتبر مقتل خميس عياد ثاني حادثة من نوعها خلال أقل من شهر، حيث سبق أن قُتل الشاب سيف الدين مصلط، البالغ من العمر 23 عامًا، والذي يحمل أيضًا الجنسية الأمريكية، في يوليو/تموز الماضي برصاص مستوطنين إسرائيليين في بلدة سنجل شمالي رام الله.
تُظهر الحادثتان تصاعد موجة العنف التي تستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية، وسط تقارير تشير إلى أن هذه الاعتداءات تُنفّذ في كثير من الأحيان بدعم أو تغطية من قوات الجيش الإسرائيلي.