قوة درزية موحّدة تدعمها التحالفات الدولية تهدد بتغيير الواقع في الجنوب السوري

تشهد محافظة السويداء السورية حاليًا جهودًا لتشكيل قوة عسكرية موحدة تضم جميع الفصائل الدرزية، وذلك بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ويهدف هذا التحرك إلى حماية المنطقة وضمان استمرارية وقف إطلاق نار طويل الأمد مع الجيش السوري.
التشكيل العسكري المدعوم دوليًا
أفادت التقارير بأن هذا التشكيل الجديد يأتي بعد المواجهات العنيفة التي وقعت بين فصائل درزية تتبع المرجعية الدينية للشيخ حكمت الهجري، وبين قوات الجيش السوري والعشائر البدوية، وتوضح المعلومات أن هذا التشكيل العسكري المدعوم دوليًا سيحل محل “المجلس العسكري” الذي تم الإعلان عنه سابقًا، حيث سيحصل على شرعية ودعم غربي، مما يشير إلى اتجاه لفصل الوضع الأمني في السويداء عن سلطة دمشق المركزية، وقد يُعتبر ذلك خطوة أولى نحو إدارة ذاتية أمنية أو لامركزية.
تتزامن هذه التطورات مع مواقف متكررة من مرجعيات درزية، وفي مقدمتها حكمت الهجري، التي أعربت عن رفضها لسيطرة الحكومة السورية، مطالبةً بحماية دولية بعد المجازر التي ارتكبتها قوات النظام في المحافظة خلال يونيو الماضي.
مواجهات دامية
شهدت السويداء، التي تعد معقلًا لأبناء الطائفة الدرزية، مواجهات دامية أسفرت عن مئات القتلى ونزوح الآلاف نحو محافظة درعا المجاورة، وسط تزايد الحديث عن مشاريع حكم ذاتي مدعومة دوليًا.
تشير التقارير إلى أن تشكيل هذه القوة بالتنسيق مع التحالف الدولي يطرح تساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة، التي تقدم بالفعل دعمًا لقوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، ويُنظر إلى ذلك كتناقض مع موقفها الرسمي المؤيد لوحدة سوريا.
كما يثير هذا التحرك جدلاً واسعًا داخل الطائفة الدرزية، حيث تتباين الآراء حول فكرة الانفصال أو الإدارة الذاتية، في ظل وجود دعم إسرائيلي غير معلن لمطالب مماثلة، خاصة في جنوب البلاد.
ويبقى مصير هذا التشكيل العسكري مرهونًا باستمرار الدعم الدولي، وتجاوز الانقسامات الداخلية بشأن مستقبل السويداء وعلاقتها بالدولة السورية.