اتهم ستيفن ميلر، نائب كبير موظفي البيت الأبيض وأحد أبرز مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الهند بالمساهمة في تمويل الحرب الروسية على أوكرانيا من خلال استمرارها في شراء النفط من موسكو، مما أثار جدلاً واسعاً حول العلاقات الاقتصادية بين واشنطن ونيودلهي.

ممكن يعجبك: ترامب يستعد لزيارة باكستان والهند في سبتمبر بعد غياب دام عقدين
وقال ميلر في تصريحات أدلى بها لشبكة “فوكس نيوز” اليوم الأحد: “ما أوضحه الرئيس ترامب بشكل لا لبس فيه هو أن استمرار الهند في شراء النفط من روسيا أمر غير مقبول، لأنه يعد بمثابة تمويل مباشر للحرب”
ميلر: هناك تنسيق بين الهند والصين في شراء النفط الروسي
وأضاف: “سيُذهل الناس عندما يعلمون أن الهند، بالتنسيق مع الصين، تعد من كبار مشتري النفط الروسي، إنها حقيقة صادمة بالنسبة لحلفائنا”
وتُعدّ هذه التصريحات من أقوى الانتقادات التي وجهتها إدارة ترامب حتى الآن إلى الهند، التي تُعتبر شريكاً استراتيجياً رئيسياً للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ورغم نبرته الصارمة، أشار ميلر إلى العلاقة الرائعة بين ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مما يُفهم منه وجود رغبة في عدم تعريض العلاقة الثنائية لمزيد من التوتر.
الرد الهندي على تصريحات البيت الأبيض
ولم تصدر السفارة الهندية في واشنطن تعليقًا رسميًا حتى هذه اللحظة على تصريحات ميلر، حتى لحظة نشر الخبر.
من جانبها، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر في الحكومة الهندية، السبت، أن نيودلهي لا تعتزم وقف استيراد النفط الروسي رغم التهديدات الأمريكية، مستفيدة من الأسعار المنخفضة التي يوفرها السوق الروسي.
فرض عقوبات أمريكية على الهند
وكانت واشنطن قد فرضت رسومًا جمركية بنسبة 25% على منتجات هندية، ردًا على مشتريات نيودلهي من العتاد العسكري والطاقة من موسكو.
كما لوّح ترامب بفرض رسوم تصل إلى 100% على واردات الدول التي تواصل شراء النفط الروسي، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا.
ورغم تلك التهديدات، تجنبت إدارة ترامب توجيه انتقادات مماثلة إلى دول أخرى مثل الصين وتركيا، اللتين تعدان أيضاً من كبار مستوردي النفط الروسي، مما يثير تساؤلات حول مدى توازن السياسة الأمريكية تجاه الدول المختلفة.
من نفس التصنيف: ما هو مصير وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد فشل الضربات الأمريكية؟
تصدير النفط الروسي إلى الهند
وتعد روسيا المورد الرئيسي للنفط إلى الهند، إذ توفّر نحو 35% من إجمالي وارداتها من الخام، ارتفاعًا من أقل من 1% قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تستورد نيودلهي أكثر من مليوني برميل يوميًا، ما يجعلها ثاني أكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد الصين.
وتواجه الهند منذ بداية الحرب ضغوطًا غربية متزايدة لتقليص تعاونها مع موسكو، لكن مسؤولين أمريكيين في وزارة الخزانة سبق أن أقروا بأن نيودلهي تُطبق آلية فعالة تتيح استمرار تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية، مع إبقاء الأسعار منخفضة بما يحد من عائدات الكرملين.
في ظل هذا التوتر المتصاعد، يرى مراقبون أن التلويح بالعقوبات قد يكون جزءًا من أدوات الضغط التفاوضي التي يستخدمها ترامب لدفع الهند نحو مزيد من التنازلات في إطار اتفاق تجاري جديد ما يزال في مراحله الأولية.