نظمت وزارة الصحة والسكان المصرية بالتعاون مع شركة روش العالمية فعالية موسعة بقصر محمد علي باشا تحت شعار “نقل تجربة مصر في مكافحة التهاب الكبد الفيروسي إلى دول العالم: الدروس المستفادة، الاستراتيجيات، والتأثير العالمي”

ممكن يعجبك: بحث الزراعة مع وفد البنوك والتأمينات من جنوب أفريقيا سبل التعاون
منظمة الصحة العالمية
تأتي هذه الفعالية في إطار التزام مصر بالقضاء على التهاب الكبد، وتقديم تجربتها كنموذج يحتذى به عالميًا، حيث أصبحت مصر أول دولة تحصل على الاعتماد الذهبي من منظمة الصحة العالمية كمثال يُحتذى به في القضاء على فيروس سي، كما ورد في تقرير المنظمة الصادر في يونيو 2023.
قال الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء لشئون التنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، تعقيبًا على الحدث: “ما نحتفل به الليلة ليس مجرد إنجاز صحي عالمي، بل تمثل مصر اليوم شهادة حيّة على إنجاز صحي عالمي لا مثيل له”
الإصابة بفيروس سي
أضاف لقد تمكنّا من تحويل واقعنا الصحي الوطني، حيث كنا نعاني من أعلى معدلات الإصابة بفيروس سي في العالم، إلى أن أصبحنا أول دولة تحقق التصنيف الذهبي في القضاء على المرض، والحقيقة أنه لم تكن هناك أسرة واحدة في مصر إلا وتأثرت بفيروس سي.
وتابع لقد كان وباءً صامتًا استنزف الأرواح والآمال، لكن مصر رفضت قبول ذلك الواقع، اخترنا أن نواجه ونقاتل، واليوم نجني ثمار ذلك الإصرار الوطني، ولم يكن هذا الطريق سهلاً، بل تطلّب تنسيقًا غير مسبوق والتزامًا راسخًا وشجاعة استثنائية.
لقد بنينا واحدة من أكبر شبكات التشخيص والعلاج في العالم، وضمانا توفير الأدوية مجانًا لكل من يحتاجها، والأهم أننا لم نكتفِ بحل المشكلة داخليًا، بل قمنا بنقل تجربتنا للآخرين ممن يواجهون تحديات مماثلة، لتصبح قصة مصر نموذجًا يستحق أن يُروى، والأهم أن تُعاد تجربتها.
مبادرات الصحة العامة
أكد الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون مبادرات الصحة العامة، أن مصر حققت تقدمًا غير مسبوق في القضاء على فيروس سي، مشيرًا إلى أن الدولة تمكنت بحلول أوائل عام 2020 من علاج ما يعادل 36% من إجمالي عدد المرضى المؤهلين للعلاج على مستوى العالم، وهو ما يمثل إنجازًا عالميًا يعكس التزام القيادة السياسية بالصحة العامة وتبنيها لاستراتيجيات مستدامة لمكافحة الفيروس.
التجربة المصرية في القضاء على فيروس سي
أوضح حساني خلال العرض التقديمي بعنوان التجربة المصرية في القضاء على فيروس سي ودورها كمرجع عالمي، أن هذا النجاح الكبير ساهم في خفض معدلات الإصابة والوفيات المرتبطة بالفيروس بشكل ملحوظ، مضيفًا أنه من المتوقع أن تُمنع نحو 250 ألف إصابة جديدة بحلول عام 2030، إلى جانب تفادي ما يقرب من مليون سنة من الحياة المعدّلة بالإعاقة.
وأشار إلى أن البرنامج لم يكن له أثر صحي فقط، بل كان له أيضًا مردود اقتصادي ملموس، حيث حققت مصر عائدًا يتجاوز 11 دولارًا مقابل كل دولار تم استثماره في البرنامج على مدار عشر سنوات، فضلًا عن توفير ما يقدر بـ7 مليارات دولار من التكاليف المباشرة وغير المباشرة.
تابع حساني: “تجربة مصر لم تعد مجرد قصة نجاح وطنية، بل أصبحت نموذجًا دوليًا يحتذى به، ومرجعًا أساسيًا للدول التي تسعى للقضاء على الفيروس”
المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض
أضاف أن مصر لم تحتفظ بتجربتها داخل حدودها، بل امتد تأثيرها إلى دعم 11 دولة في أفريقيا وآسيا، من خلال توفير التشخيص والعلاج، والمساهمة في بناء قدرات العاملين بالصحة العامة في أكثر من 40 دولة، بالتعاون مع المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وكذلك 20 دولة بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي.
شدد مساعد الوزير على أن هذا الدور الإقليمي والدولي يعكس إيمان مصر العميق بأن الصحة مسؤولية تضامنية تتجاوز الحدود الجغرافية، مشيرًا إلى أن نجاح الدولة في هذا الملف يأتي في إطار رؤية استراتيجية متكاملة وضعتها القيادة السياسية، تقوم على توسيع مظلة الوقاية والعلاج، وتحقيق العدالة الصحية لكافة المواطنين داخل مصر وخارجها.
علق الدكتور اندرياس باوم السفير السويسري في مصر، رحلة مصر نحو التخلص من وباء التهاب الكبد الوبائي “سي”، مدفوعة بمبادرة “100 مليون صحة”، هي قصة تلهم العالم، هذا التحول، الذي يمتد لمكافحة سرطان الكبد، يبرز أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مثل تعاون “روش” و”جيبتو فارما”، يعزز هذا التعاون، الذي يدمج الخبرة السويسرية في الإنتاج المحلي للأدوية المتطورة، مرونة الرعاية الصحية المصرية وتنميتها الاقتصادية ورأس مالها البشري، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، تفخر سويسرا بشراكتها مع مصر في هذا المسعى الحيوي، الذي يمثل نموذجًا للدول التي تسعى للتغلب على التحديات الصحية وتحقيق التقدم.
قال الدكتور زياد الأحول، رئيس قطاع الشؤون الحكومية والسياسات الصحية ودعم الأسواق في شركة روش: “نفخر في روش بشراكتنا الممتدة مع وزارة الصحة لأكثر من 40 عامًا، والتي تُجسد نموذجًا فعّالًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص في مواجهة الأمراض ذات العبء المجتمعي الكبير والأولوية في الرؤية الوطنية للصحة، كما نلتزم بدورنا في بناء قدرات المنظومة الصحية وتعزيز كفاءة الكوادر الطبية في مصر، إن استثمارنا المستدام في تطوير الإمكانيات المحلية يُسهم بشكل مباشر في الارتقاء بجودة الرعاية الصحية وتحقيق نتائج أفضل لصحة المواطن المصري”
تُعد الفعالية منصة دولية بارزة لتسليط الضوء على التجربة المصرية كنموذج يُحتذى به في مكافحة التهاب الكبد الفيروسي، وشهد الحدث مشاركة رفيعة المستوى من رموز القطاع الصحي على المستويين الوطني والدولي من قيادات منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان والقيادات الوطنية في مجال الصحة، وتم استعراض الاستراتيجيات الناجحة التي تبنتها الدولة في مجالات التشخيص المبكر والعلاج.
تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات الصحية الدولية، بما يسهم في تسريع وتيرة القضاء على الفيروسات الكبدية عالميًا.
اقرأ كمان: عمال مصر: مصر تحتل المركز الثالث عالمياً والأول إقليمياً في جذب السياح
وتؤكد الفعالية التزام مصر بدورها الإقليمي والدولي في دعم الدول ذات الاحتياج، ونقل خبراتها لبناء أنظمة صحية فعّالة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030.
وقد شهد الحدث نقاشًا مثمرًا في إطار التعاون بين القطاعين العام والخاص، حيث سُلِط الضوء على مشروع توطين الأدوية بين مدينة الدواء “جيبتو فارما” وشركة روش كإنجاز استراتيجي يدعم المنظومة الصحية المصرية، تكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع في تركيزه على الأدوية المستخدمة في علاج سرطان الكبد، والتي تتوافق مع أحدث البروتوكولات العالمية والتوصيات الوطنية.
يؤكد هذا الإنجاز قدرة الدولة على تصنيع علاجات منقذة للحياة محليًا، ويسهم في بناء قدرات وطنية متخصصة، ويدعم الاقتصاد المصري عبر التصنيع المحلي عالي التقنية وتوفير فرص عمل جديدة.
وشهدت الفعالية حضورًا مرموقًا من قيادات الصحة عالميًا وفي مصر، من بينهم: الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتور اندرياس باوم السفير السويسري في مصر، والدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والدكتور تامر الحسيني نائب رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور هشام ستيت، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون مشروعات ومبادرات الصحة العامة، والدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، والدكتورة اليزابيث ويديرباس، مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان IARC، والدكتور عمرو ممدوح، رئيس مدينة الدواء المصرية، والدكتورة ليليان كنعان، المدير العام لشركة روش للحلول التشخيصية في مصر وشمال أفريقيا، والدكتور زياد الأحول، رئيس قطاع الشؤون الحكومية والسياسات الصحية ودعم الأسواق في شركة روش للأدوية في مصر