في أسبوع مضطرب للأسواق العالمية، بدأت الفضة في استعادة بريقها بعد فترة تراجع مؤقت، مدعومة بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية وزيادة الطلب الصناعي، في وقت يتحول فيه المستثمرون نحو المعادن النفيسة كملاذات آمنة وسط تصاعد الغموض الاقتصادي والجيوسياسي.

مقال له علاقة: سعر الدولار في منتصف تعاملات 22 يونيو 2025.. البنك المركزي يسجل 50.73 للبيع
ووفقًا لتقرير صادر عن مركز “الملاذ الآمن” للأبحاث، انخفض سعر جرام الفضة عيار 800 في السوق المحلية من 53 إلى 52 جنيهًا بنهاية الأسبوع، بينما سجل عيار 999 نحو 65 جنيهًا، وعيار 925 قرابة 60 جنيهًا، وبلغ سعر جنيه الفضة عيار 925 حوالي 480 جنيهًا
أما عالميًا، فقد افتتحت أوقية الفضة الأسبوع عند 38 دولارًا، لتغلق عند 36.96 دولارًا، متأثرة بتقلبات الدولار وعوائد السندات الأمريكية.
بيانات أمريكية ضعيفة تعيد الزخم للفضة
جاءت بيانات الوظائف الأمريكية لشهر يوليو دون التوقعات، حيث أضاف الاقتصاد 73 ألف وظيفة فقط، مقارنة بـ110 آلاف متوقعة، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.2%، هذه الأرقام أدت إلى موجة بيع في الدولار وتراجع في عوائد السندات، مما عزز فرص خفض الفائدة بنسبة 82% في اجتماع سبتمبر المقبل، وفق أداة مراقبة الاحتياطي الفيدرالي في بورصة شيكاغو، الأمر الذي أعاد الاهتمام بالفضة كأصل غير مُدر للعائد.
يوليو.. قمة تاريخية للفضة
شهد شهر يوليو أداءً قويًا للفضة، إذ ارتفع جرام الفضة عيار 800 من 50.50 إلى ذروته عند 54 جنيهًا، قبل أن يغلق الشهر عند 52 جنيهًا، وعلى الصعيد العالمي، صعدت الأوقية من 36 إلى 39.37 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011، في انعكاس مباشر لمخاوف التباطؤ الاقتصادي والتوترات التجارية والتحوّل العالمي نحو الطاقة النظيفة.
الطلب الصناعي يدعم الصعود
أشار التقرير إلى أن الطلب المتزايد على الفضة من قطاعات الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية والإلكترونيات يمثل دعمًا هيكليًا للسوق، في ظل تقلّص المعروض واضطرابات سلاسل التوريد، وتوقّع بنك “سيتي” أن تصل الأوقية إلى 40 دولارًا خلال 6 إلى 12 شهرًا، وربما تتجاوز 46 دولارًا في الربع الثالث من 2025.
كما لفت التقرير إلى أن الفضة لا تزال تُتداول بأقل من قيمتها التاريخية مقارنة بالذهب، إذ تراجع معدل الذهب إلى الفضة إلى 86، مقابل متوسط تاريخي بين 50 و60، ما يشير إلى إمكانية صعود الأوقية إلى 63 دولارًا إذا استُعيد التوازن.
استثمار مرن وأداة تحوّط
رغم تقلبها مقارنة بالذهب، تحتفظ الفضة بمرونة استثمارية عالية وتكلفة دخول أقل، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين الأفراد والمؤسسات، خصوصًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية.
شوف كمان: جمعية خبراء الضرائب تطالب بإعفاء دور السينما والمسارح من ضريبة الملاهي
نظرة إلى السوق المصري
مع توسّع مصر في مشاريع الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، تبرز الفضة كمكون صناعي استراتيجي، إضافة لكونها أصلًا استثماريًا مرشحًا للنمو، ويوصي تقرير “الملاذ الآمن” المستثمرين المحليين بالاحتفاظ بنسبة لا تقل عن 10% من محافظهم الاستثمارية بالفضة، ضمن استراتيجية تنويع تجمع بين الأمان والعائد.