شهدت شمال شرق بوركينا فاسو حوادث مأساوية حيث لقي عشرات الجنود والمدنيين مصرعهم نتيجة هجومين مسلحين نفذهما عناصر متطرفة، ووفقًا لمصادر أمنية محلية، وقع الهجوم الأول يوم الاثنين 28 يوليو مستهدفًا وحدة عسكرية في قرية “دارغو”.

شوف كمان: دول تسهل إجلاء رعاياها من إسرائيل في ظل تصاعد التوتر مع إيران
مصرع العشرات في هجومين داميين شمال شرق بوركينا فاسو
كما تعرضت قافلة مساعدات إنسانية لهجوم أثناء مرورها على الطريق الذي يربط بين مدينتي “دوري” و”غوروم-غوروم”، مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود والمدنيين، بينهم سائقون كانوا يقومون بنقل المواد الإغاثية.
مقال له علاقة: ضربات جديدة تستهدف مطار إيران الدولي وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية
وفي هذا الإطار، أكد مدير إحدى شركات النقل البري في المنطقة أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 سائقًا وتلاميذ كانوا برفقتهم.
وقد أعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم “القاعدة” الإرهابي، والتي تنشط أيضًا في مالي والنيجر، مسؤوليتها عن الهجومين.
تجدر الإشارة إلى أن بوركينا فاسو شهدت منذ عام 2015 تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة الهجمات التي تشنها جماعات متطرفة تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش، حيث بسطت هذه الجماعات سيطرتها على نحو 40% من أراضي البلاد، في ظل تحديات أمنية متزايدة تواجهها الحكومة.
مؤشر مرصد الأزهر يونيو 2025.. انخفاض عدد العمليات الإرهابية في غرب إفريقيا
يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن تراجع الأداء الأمني خلال شهري أبريل ومايو كان له أسبابه التي تمثلت في إعادة الهيكلة في جيوش بعض الدول، خاصة في بوركينا فاسو ومالي، مما أثر على العمليات الميدانية، بالإضافة إلى الفراغ الأمني الذي نتج عن تقليص دعم بعض الشركاء الدوليين، في المقابل زادت الجماعات الإرهابية من شن هجمات أكثر تعقيدًا.
أما في يونيو من العام الجاري، فقد لوحظ تحول جذري في استراتيجية القوات المسلحة في غرب إفريقيا، حيث تم تنفيذ عمليات استباقية ومداهمات، نتيجة تعاون استخباراتي قوي بين دول المنطقة، فضلًا عن تصفية قيادات إرهابية بارزة، مثل إعلان الجيش المالي في 28 يونيو تحييد “أبو الدحداح الحربي” العقل المدبر لهجمات “داعش” في الساحل الإفريقي.
يوصي المرصد بضرورة استدامة التصعيد العسكري ضد جماعات الإرهاب، وألا يكون مجرد رد فعل مؤقت، بل نواة لتحول أمني طويل الأمد، في إطار تعاون إقليمي مستدام.
شهدت منطقة الغرب والساحل الإفريقي وقوع 12 عملية إرهابية، راح ضحيتها 349 شخصًا، و39 مصابًا، بالإضافة إلى اختطاف 22 آخرين، وفق مؤشر مرصد الأزهر الصادر لشهر يونيو 2025.
بناءً على المؤشر، فقد انخفض عدد العمليات الإرهابية مقارنة بشهر مايو الماضي، بمعدل 45.4%، في حين ارتفعت حصيلة الضحايا بنسبة 19.2%.
⭕ مناطق تمركز العمليات الإرهابية
جاءت “مالي” في المرتبة الأولى حيث تعرضت لـ 5 عمليات إرهابية، بنسبة (41.7% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات المتطرفة في المنطقة خلال يونيو)، مما أسفر عن سقوط 175 شخصًا، بنسبة (50.1% من إجمالي عدد ضحايا الإرهاب)، وإصابة 5، واختطاف 22 آخرين.
ورغم أن #النيجر و #نيجيريا جاءتا في المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات بوقوع 3 عمليات إرهابية (25%) في كل منهما، إلا أن الأولى جاءت في المرتبة الثانية من حيث عدد الضحايا بسقوط 115 قتيلًا، بنسبة (32.9%)، إضافة إلى إصابة 34 آخرين، بينما جاءت الدولة المجاورة في المرتبة الثالثة بسقوط 54 ضحية، بنسبة (15.5%).
أما دولة “بنين” فقد حلّت في المركز الرابع، حيث شهدت البلاد هجمة إرهابية واحدة (8.3% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، سقط على إثرها 5 مدنيين، ما يمثل (1.5% من إجمالي عدد ضحايا الإرهاب)، دون وقوع إصابات.
في المقابل، حافظت #بوركينا_فاسو على استقرارها وأدائها الأمني خلال هذا الشهر، حيث لم تحدث فيها عمليات إرهابية أدت إلى سقوط ضحايا أو مصابين.
⭕ جهود مكافحة الإرهاب
بلغ عدد العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الأمنية خلال شهر يونيو 9 عمليات ناجحة، تمكنت من خلالها من تصفية 164 إرهابيًا واعتقال 58 آخرين، ففي نيجيريا، تمكن الجيش من تصفية 87 عنصرًا إرهابيًا، واعتقال 44 آخرين، وفي الجوار واصل الجيش النيجري عملياته العسكرية وتمكن من تحييد 43 إرهابيًا، واعتقال 14 آخرين، كما تمكن جيش مالي من قتل 34 آخرين.
وفقًا للمؤشر، فثمة تصعيد ملحوظ خلال شهر يونيو بعد شهرين من التراجع الأمني، إذ تمكن الجيش النيجري من تصفية عنصر إرهابي واحد خلال شهر مايو، فيما تمكن جيش النيجر من تحييد عنصريين إرهابيين خلال شهر أبريل من العام ذاته.