أعلنت منظمة حقوقية أن مقاتلين شبه عسكريين من قوات الدعم السريع السودانية قاموا بقتل 14 مدنياً على الأقل أثناء محاولتهم الهروب من مدينة الفاشر المحاصرة في غرب دارفور، وذلك في ظل تصاعد العنف الذي استمر لأكثر من عامين ونصف بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

شوف كمان: ترامب يستأنف قرار المحكمة الفدرالية بشأن إلغاء الرسوم الجمركية
تشن قوات الدعم السريع هجومها الأخير على الفاشر منذ مايو 2024، حيث تحاصر المدينة التي لم تتمكن من السيطرة عليها بالكامل حتى الآن، وقبل يومين من الهجوم، طالبت الإدارة السياسية لقوات الدعم السريع السكان بإخلاء المدينة والتوجه إلى قرية قرني، حيث وقعت المجازر بحق المدنيين الذين استجابوا لهذا النداء.
وفي خطاب مصور، دعا حاكم دارفور المعين من قبل قوات الدعم السريع، الهادي إدريس، السكان إلى مغادرة المدينة، مع وعد بضمان سلامتهم في منطقة قرني التي تخضع لسيطرة شبه كاملة لقوات الدعم السريع وتحالفها السياسي “تأسيس”.
مأساة إنسانية متفاقمة
توثق منظمة محامو الطوارئ، التي تتابع الانتهاكات في الصراع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقوع عشرات الإصابات واعتقالات واسعة بين المدنيين خلال الهجوم، في ظل استمرار نقص حاد في الغذاء والخدمات الأساسية داخل المدينة المحاصرة.
كما حذرت الأمم المتحدة مراراً من الوضع الكارثي الذي يعيشه مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في الفاشر، حيث تعيش العائلات في ظروف قاسية للغاية، تصل إلى الاعتماد على الأعلاف الحيوانية للبقاء على قيد الحياة، وسط تحذيرات من أزمة جوع متفاقمة في المنطقة.
حرب لا تنتهي وأزمة وطنية
منذ أبريل 2023، تسبب الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع في مقتل عشرات الآلاف، وخلق أزمة نزوح وجوع تُعتبر الأكبر عالمياً بحسب الأمم المتحدة، مما أدى إلى تمزق النسيج الوطني للسودان.
ممكن يعجبك: التهديدات الإسرائيلية باغتيال أحمد الشرع تزيد من شعبية السياسي اللبناني
وفي حال سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، ستتمكن هذه القوات وحلفاؤها من السيطرة على كامل منطقة دارفور غرب السودان، بالإضافة إلى مناطق كبيرة في جنوب البلاد، مما يعمق الأزمة ويزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في البلاد.