اجتماع دفاعي رفيع المستوى بين واشنطن والرياض في البنتاجون

عُقد الأسبوع الماضي في مقر البنتاجون منتدى رفيع المستوى للدورة التاسعة للجنة التخطيط الاستراتيجي الأمريكي‑السعودي المشترك، حيث حضر اللقاء كبار المسؤولين العسكريين من واشنطن والرياض.

اجتماع دفاعي رفيع المستوى بين واشنطن والرياض في البنتاجون
اجتماع دفاعي رفيع المستوى بين واشنطن والرياض في البنتاجون

وترأس المنتدى إلبريدج كولبي، كبير مسؤولي السياسات في وزارة الدفاع الأمريكية، والدكتور خالد البياري، مساعد وزير الدفاع السعودي، وقد أسفر اللقاء عن تأكيد عميق للتحالف بين الولايات المتحدة والسعودية، مع ضرورة تعزيز قدرات الرياض في مجال الدفاع، كما أشار الطرفان إلى أهمية “استكشاف سُبل جديدة لتعزيز التعاون الدفاعي”، وفقًا لبيان رسمي.

وكتب كولبي عبر منصة “إكس”: “المملكة العربية السعودية شريك دفاعي أساسي وعريق، ونحن نعمل بجد لتمكينها من تحقيق الاعتماد على نفسها في مجال الدفاع.”

صفقات أسلحة متقدمة

في إطار المنتدى، كانت صفقة الـ 3.5 مليار دولار الأمريكية لتزويد السعودية بـ1,000 صاروخ AIM‑120C‑8 AMRAAM و50 وحدة توجيه AMRAAM محور اهتمام الصحافة والمتابعين.

وبموجب الصفقة، سيقدم الجانب الأمريكي عبر مؤسسة RTX دعمًا لوجستيًا وفنيًا يشمل قطع الغيار، وبرمجيات التحكم والتدريب، بالإضافة إلى خدمات هندسية تشغل النظام بـ”عملية فنية كاملة” تدعم أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في إرساء الاستقرار الإقليمي.

السعودية تدشن أول بطارية THAAD أمريكية

على هامش المنتدى، أعلن القائد الأعلى للعمليات في CENTCOM، الجنرال إيريك كوريلا، أن المملكة أصبحت ثاني دولة خليجية بعد الإمارات تشغل أول وحدة فعلية صاروخية من طراز THAAD، القادرة على اعتراض الصواريخ البالستية حتى ارتفاع 150 كم وبمدى يصل إلى 200 كم.

كما أُقيم الحفل في معهد الدفاع الجوي في جدة، حيث تخللته حجج أمنية وعرض ميداني شمل التجارب الميدانية داخل السعودية، وأكد قائد الدفاع الجوي السعودي تسلّم الوحدة رسميًا ومشاركتها في منظومة بلوك صاروخية متعددة الطبقات محلية الصنع.

خطوة نحو تحالف دفاعي رسمي

رغم رفض الكيان نفسه أثناء اللقاء، إلا أن السعودية دفعت باتجاه مطالبة أمريكية بضمانات دفاعية تشبه تلك الموجهة إلى كوريا الجنوبية واليابان، بحسب دبلوماسيين أمريكيين، حيث أكدوا: “نبقى ملتزمين بهدف طويل الأمد بتأسيس شرق أوسط أكثر أمانًا وتماسكًا.”

لم يكن المنتدى الأخير مجرد حدث تعبوي، بل يمثل خطوة استراتيجية تؤسس لشراكة دفاعية أمريكية سعودية تمتد من التجهيز إلى التشغيل المشترك، من الرؤية إلى التنفيذ.

مع صفقات الأسلحة المتقدمة، ونظام THAAD في الخدمة، والتحول نحو الاعتماد الذاتي وأحيانًا حتى التصنيع المحلي، تتجه الأنظار نحو عودة السعودية كلاعب دفاعي مؤثر، حيث تكشف واشنطن أنها لا تسعى فقط لتقديم القوة، بل لنقلها لجندي خليجي قادر على الإدارة الذاتية والتصدي.