أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، عن زيادة الرسوم الجمركية على الهند بسبب تعاملها مع النفط الروسي، حيث قال ترامب: “الهند لا تكتفي بشراء النفط الروسي بل تقوم ببيعه، ولذلك سنفرض عليها زيادة كبيرة في الرسوم”.

اقرأ كمان: الخارجية الإسرائيلية تؤكد عدم إخلاء طاقمها الدبلوماسي من الإمارات
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد أفادت السبت الماضي بأن مسؤولين هنود أكدوا استمرارهم في شراء النفط من روسيا رغم تهديدات ترامب بفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط الروسي.
كيف تحولت الهند إلى أحد أكبر مستوردي النفط الروسي؟
بعد فرض العقوبات الغربية على روسيا، قدمت موسكو تخفيضات على أسعار نفطها للدول التي لم تلتزم بالعقوبات، مما أتاح للهند الفرصة لتصبح أكبر مشترٍ للنفط الروسي، مستفيدة من انخفاض الأسعار وزيادة حجم الواردات.
اقرأ كمان: صاروخ من غزة يسقط في منطقة مفتوحة بالقطاع
كان ترامب يتوقع أن تتوقف الهند عن شراء النفط الروسي في إطار اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفًا: “حسب علمي، لن تستورد الهند النفط من روسيا بعد الآن، هذا ما سمعته، لكن لا أعلم مدى صحته”، حسب ما نقلت وكالة تاس الروسية.
الهند وبدء الحرب الروسية الأوكرانية
قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، كانت واردات الهند من النفط الروسي ضئيلة، حيث كانت تمثل حوالي 0.2% من إجمالي وارداتها، لكن مع إغلاق الأسواق الأوروبية أمام النفط الروسي، شهدت واردات الهند زيادة كبيرة، حيث وصلت في مايو 2023 إلى أكثر من مليوني برميل يوميًا، ما يعادل نحو 45% من إجمالي واردات النفط الهندية، لتصبح بذلك أكبر مستهلك للنفط الروسي بعد الصين.
استمرت الهند في شراء النفط الروسي بوتيرة شبه مستقرة خلال العامين الماضيين، رغم التقلبات في الأسعار، حيث بلغت قيمة هذه المبيعات نحو 275 مليار دولار على مدار هذه الفترة.
استفادت جميع الأطراف من هذه التجارة، فروسيا تمكنت من تصريف نفطها الخام في ظل سقف سعري محدد من الاتحاد الأوروبي عند 60 دولارًا للبرميل، بينما اشترت الهند النفط بأسعار مخفضة، حيث استهلكت جزءًا منه محليًا وأعادت تصدير جزء آخر كمنتجات مصنّعة مثل الديزل، بعض منها إلى أوروبا.
كما استفادت العملة الهندية، الروبية، من هذه الظروف، إذ دفعت الهند مبالغ أقل مقابل وارداتها، مما ساعد على دعم الاقتصاد وحماية قيمة العملة المحلية.
قد يشكل موقف ترامب الأخير بشأن رفع الرسوم الجمركية على الهند ضغطًا إضافيًا على رئيس الوزراء ناريندرا مودي في مفاوضاته مع الولايات المتحدة حول قضايا تجارية أوسع، حيث يسعى ترامب إلى تقليص العجز التجاري الذي يبلغ 44 مليار دولار بين البلدين، ويرى مسؤولون هنود أن زيادة شراء النفط والغاز الطبيعي الأمريكي قد تكون من الحلول لتحقيق ذلك.
يرى محللون أن فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 25% قد يبطئ نمو الاقتصاد الهندي في العام المقبل، لكنه يظل واحدًا من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، منافسًا اقتصاديات كبرى مثل اليابان وألمانيا.