إسرائيل تدرس فرض السيطرة الكاملة على غزة في سيناريو “العودة العسكرية”

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، وخاصة القناة 12، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفكر في تنفيذ هجوم بري موسع قد يسفر عن السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة للمرة الأولى منذ الانسحاب في 2005، وهذه الخطوة تُعتبر الأكثر جدلاً منذ بداية الحرب مع حركة حماس قبل 22 شهرًا.

إسرائيل تدرس فرض السيطرة الكاملة على غزة في سيناريو “العودة العسكرية”
إسرائيل تدرس فرض السيطرة الكاملة على غزة في سيناريو “العودة العسكرية”

وحسب مصادر مطلعة تحدثت لوكالة “رويترز”، فإن هذا التوجه يأتي في أعقاب فشل المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار، ويعكس تصعيدًا غير مسبوق في حرب أثقلت كاهل المدنيين والجيش الإسرائيلي على حد سواء.

احتلال مؤقت.. أم إدارة عسكرية دائمة

لم يتضح بعد ما إذا كانت الخطوة المحتملة ستؤدي إلى احتلال طويل الأمد، أم ستقتصر على عملية محدودة تهدف إلى تفكيك حماس وتحرير الرهائن، لكن المقترح أعاد إلى الأذهان قرار الانسحاب من غزة في 2005، والذي أتاح لحماس السيطرة على القطاع، كما ترى الأحزاب اليمينية في الحكومة الإسرائيلية.

ويأتي هذا التوجه وسط رفض مستمر من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لفكرة السيطرة الكاملة على غزة، نظرًا لما تتطلبه من موارد ضخمة واستنزاف مستمر للقوى العاملة، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على جنود الاحتياط خلال الحرب.

ماذا بعد 7 أكتوبر 2023؟

وقد أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، وتسببت في نزوح نحو مليوني شخص، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، بينما وصف “مرصد الجوع العالمي” الوضع هناك بـ”المجاعة المتفشية”.

ورغم هذه الأرقام المقلقة، لا تزال الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطًا دولية متزايدة لوقف إطلاق النار، حيث هددت عدة دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطينية في حال عدم التوصل إلى تهدئة، وهو ما يضاف إلى الضغط الذي تمارسه واشنطن التي تسعى لتحقيق هدنة.

“آخر معاقل” غزة

وتحدث سكان محليون في المناطق المتبقية التي لم تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، عن مخاوف من الإبادة الجماعية، حيث قال أحد سكان القطاع، يُدعى أبو جهاد: “إذا توغلت الدبابات، إلى أين سنذهب؟ إلى البحر؟ هذه ستكون نهاية وجودنا”

في المقابل، ذكر مسؤول فلسطيني مقرب من محادثات الوساطة أن التهديد بالسيطرة الكاملة قد يكون مجرد ورقة ضغط على حماس، لكنه حذر من أن التصعيد “لن يُسهم إلا في تعقيد المفاوضات أكثر”، مشيرًا إلى أن فصائل المقاومة لن تقبل بأي حل دون وقف كامل للعدوان والانسحاب من غزة.

فتح جزئي للمعابر وتلميحات بإنهاء الحرب

وفي خطوة غير متوقعة، سمحت إسرائيل مؤخرًا بدخول بعض الشاحنات المحملة بسلع استهلاكية مثل الشوكولاتة والبسكويت، ما اعتُبر اختبارًا لقدرة السوق على استيعاب المواد الأساسية، وسط آمال بأن تشمل المواد المقبلة الحليب والفواكه واللحوم.

وفي هذا السياق، صرح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأنه يعمل على خطة “لإنهاء فعلي للحرب”، دون الخوض في التفاصيل، لكن في المقابل، طرح مسؤولون إسرائيليون مقترحات لتوسيع العمليات العسكرية وضم أجزاء من غزة، مما يعكس التباين داخل دوائر صنع القرار.

فشل محادثات الدوحة

كانت محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة تهدف إلى التوصل لهدنة لمدة 60 يومًا تتضمن إدخال مساعدات إلى غزة، مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن المحتجزين لدى حماس، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من السجناء الفلسطينيين، لكن تعثر المحادثات يُمهّد لتصعيد جديد، خاصة وأن الجيش الإسرائيلي من المتوقع أن يقدم لمجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، خيارات تصعيد ميدانية جديدة في مناطق لم يتم التوغل فيها بعد.