أثار حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف، بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، جدلاً واسعاً في إسرائيل بعد طرحه قضية نقل قبر الشيخ عز الدين القسام، في خطوة قد تُثير ردود فعل سياسية وشعبية كبيرة، خاصة بين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وخارجه.

ممكن يعجبك: إيران ترفع علم الثأر الأحمر ولن تنزله حتى تنتقم من إسرائيل
يقود هذا التحرك عضو الكنيست يتسحاق كرويزر، المقرب من بن غفير ورئيس لجنة الشؤون الداخلية في الكنيست، حيث أعلن عن عزمه عقد نقاش أولي الأسبوع المقبل لبحث إمكانية نقل القبر من موقعه الحالي في مستوطنة نيشر بمدينة حيفا إلى خارج إسرائيل.
مواضيع مشابهة: انتقادات لآلية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بسبب الفشل وغياب الرقابة
يرتبط اسم الشيخ عز الدين القسام ارتباطًا وثيقًا بالمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني، إذ يُعتبر رمزًا نضاليًا بارزًا، حيث سُمي باسمه الجناح العسكري لحركة حماس، وتطلق حماس اسمه على صواريخها، مما يُضفي على القضية بعدًا رمزيًا شديد الحساسية.
تاريخ عز الدين القسام النضالي ضد الاحتلال
قاد الشيخ عز الدين القسام، الذي ينحدر من أصول سورية، ثورة مسلحة ضد الاحتلال البريطاني في فلسطين خلال ثلاثينيات القرن العشرين، واستشهد في إحدى المواجهات عام 1935، ليصبح رمزًا نضاليًا في الوجدان الفلسطيني، وكان موته الشرارة التي أشعلت الثورة العربية الكبرى عام 1936.
وذكر موقع “بحداري حريديم” العبري أن قضية نقل القبر تُعتبر من أكثر الملفات تعقيدًا وحساسية داخل إسرائيل، نظرًا لمكانة القسام التاريخية لدى الفلسطينيين، ورمزيته في سياق الصراع الطويل مع الاحتلال.
احتجاجات ومحاولات سابقة
يُشار إلى أن قبر القسام كان محورًا للتوتر في عدة مناسبات، ففي عام 1995، تقدم عدد من الإسرائيليين الذين فقدوا أقاربهم في عمليات فلسطينية، بعريضة إلى المحكمة العليا طالبوا فيها بتعديل نقش القبر بدعوى أنه “يمجد العنف”، إلا أن المحكمة رفضت الطلب.
كما تعرض القبر، الذي يُعاني من إهمال متكرر، لعدة محاولات تخريب خلال السنوات الماضية، وكان موقعًا لتجمعات سياسية فلسطينية، من بينها فعاليات إحياء ذكرى النكبة التي شارك فيها أعضاء من القائمة العربية المشتركة، حيث وُضعت أكاليل الزهور على النصب التذكاري المجاور.
ترتيبات الجلسة
وفقًا للتقرير العبري، دعا كرويزر ممثلين عن جهاز الشاباك، وشرطة الاحتلال، ووزارة الحرب، ووزارة الأوقاف، إلى جانب مسؤولين حكوميين ونشطاء مجتمعيين، للمشاركة في جلسة نقاش مرتقبة ستُعقد لبحث أبعاد القضية من جوانبها الأمنية والسياسية والدينية.
مصير القبر وموقعه الجديد
لم يُحدد حتى الآن الموقع البديل المقترح لنقل القبر، إلا أن مصادر رجحت أن يتم اقتراح نقله إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية، استنادًا إلى مسيرة القسام التاريخية التي تنقل خلالها بين جنين وحيفا قبل استشهاده.
تشير التقديرات إلى أن مجرد مناقشة هذا الملف، بصرف النظر عن تنفيذ القرار من عدمه، قد تؤدي إلى تصعيد سياسي وشعبي واسع، في ظل التوتر القائم في الأراضي الفلسطينية، وارتفاع الحساسية تجاه أي مساس بالرموز الوطنية والتاريخية.