أكد الدكتور نزار نزال، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، في تصريح خاص لـ”نيوز رووم”، أن الوضع الحالي في إسرائيل يتجاوز كونه مجرد خلاف سياسي، حيث يُعتبر ما يحدث “صراع المجموعات”، وهو من أخطر أنواع الصراعات، إذ يتمحور حول الهيمنة بين النخب السياسية والعسكرية.

اقرأ كمان: جيش الاحتلال الإسرائيلي يوجه إنذارات بإخلاء مناطق رئيسية في غزة
وأوضح نزال أن إسرائيل تعيش حالة من التصدع الداخلي بين المؤسسة العسكرية التي لا تزال تحتفظ بطابعها العلماني الليبرالي، وبين القيادة السياسية التي تسعى لتدجين الجيش وفرض أجندة دينية قومية متشددة.
نتنياهو يضغط لإعادة تشكيل الجيش
وأشار نزال إلى وجود محاولات مباشرة من المستوى السياسي في إسرائيل، بقيادة نتنياهو، للضغط على الجيش من خلال إزاحة رئيس الأركان الحالي، “هرتسي هاليفي” أو إيال زامير، بحسب السياق المرتبط بالشخصية، بهدف فتح الطريق أمام قيادات عسكرية دينية من الصف الثاني أو الثالث تنتمي للصهيونية الدينية.
وأضاف أن هذه المحاولة تهدف إلى تحويل الجيش من مؤسسة وطنية علمانية إلى ذراع ديني أيديولوجي يخدم أجندة الحكومة، وهو ما يمثل، بحسب وصفه، تغييرًا جذريًا في طبيعة الدولة التي تأسست على أسس علمانية ليبرالية.
انقسام داخلي يصل داخل الجيش
وكشف نزال أن الخلافات لم تعد تقتصر على الجيش والحكومة، بل وصلت إلى الداخل العسكري نفسه، حيث بدأت تظهر حالة من التنافر بين الضباط والجنود العلمانيين ونظرائهم من الصهيونية الدينية، مما أدى إلى تشكل “فريقين داخل الجيش”، لكلٍ منهما توجهاته وموقفه من القضايا الكبرى.
ووصف نزال هذا التصدع بأنه “لا يصل بعد إلى مرحلة التمرد”، لكنه يؤثر بشكل واضح على أداء المؤسسة العسكرية ويهدد بتفككها من الداخل على المدى المتوسط.
وفيما يتعلق بملف غزة، أكد الدكتور نزال أن ما يحدث يعكس الشرخ الواضح بين الرؤية السياسية والعسكرية، حيث يريد نتنياهو وحكومته احتلال غزة بالكامل، بينما يرى الجيش أن ذلك مستحيل عسكريًا.
وقال إن الجيش الإسرائيلي يدرك أن احتلال قطاع غزة الذي يضم أكثر من 2.4 مليون فلسطيني سيكون مستنقعًا شبيهًا بالتجربة الأمريكية في فيتنام، وقد يؤدي إلى استنزاف طويل الأمد لن يكون في صالح المؤسسة العسكرية.
ليس خداعًا.. بل تصادم حقيقي
اختتم الدكتور نزال تصريحه بالتأكيد على أن ما يجري “ليس خدعة سياسية كما يروّج البعض”، بل هو تصادم حقيقي بين رؤيتين داخل إسرائيل:
من نفس التصنيف: توغل إسرائيلي في القنيطرة يزيد من التوترات في جنوب سوريا ودمشق تلتزم الصمت
- رؤية سياسية متطرفة تسعى للسيطرة وتوسيع النفوذ
- ومؤسسة عسكرية تحاول الحفاظ على تماسكها وبنيتها التقليدية
وأكد أن هذه الخلافات العميقة باتت تُهدد فعليًا أداء الجيش وقدرته على الاستجابة للقرارات السياسية، مما قد ينعكس سلبًا على مجمل المشهد الأمني في المنطقة.