تُعتبر مصر من الدول الرائدة التي تمتلك إرثًا ثقافيًا مميزًا، مما يؤهلها لتكون في طليعة الدول في المجال الثقافي، وقد أسهم هذا الإرث في تمكين أبنائها من التفوق في مجالات حفظ التراث وحمايته، بالإضافة إلى الترويج له وفهم المواثيق الدولية المتعلقة به، مما يعكس خبراتهم الواسعة في هذا المجال.

مواضيع مشابهة: محافظ القاهرة يخصص 133 مكانًا لأصحاب سوق الأزبكية القديم في المكتبات الجديدة
وقد دفع هذا الإرث مصر لترشيح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، ومع اقتراب موعد الانتخابات، أشار مصدر حكومي مطلع إلى موقف الدكتور العناني ومدى الدعم الذي يتمتع به.
وأوضح المصدر في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، أن العناني ليس فقط مرشح مصر، بل يمثل أيضًا الدول العربية، وهو المرشح الإفريقي المعتمد من المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، وتظهر المؤشرات دعمًا قويًا للمرشح المصري في هذا السباق.
دعم عربي
وأكد المصدر أن الدول العربية عانت في الدورة السابقة من وجود مرشحين عربيين، وهما مشيرة خطاب من مصر وحمد الكواري من قطر، مما أدى إلى تفتيف الأصوات بينهما، لكن في هذه الدورة، تتوحد الدول العربية خلف المرشح المصري، مما يزيد من فرصه في الفوز بالمقعد، خاصة أنه لم يسبق أن وصل مرشح عربي إلى هذا المنصب.
دعم إفريقي
على الصعيد الإفريقي، حصل الدكتور خالد العناني على دعم الاتحاد الإفريقي ثلاث مرات، وهو المرشح المعتمد من قبله، ورغم وجود مرشح من جمهورية الكونغو، إلا أنه غير معتمد من الاتحاد الإفريقي، وتجدر الإشارة إلى أن جمهورية الكونغو هي دولة منفصلة عن الكونغو الديمقراطية.
من نفس التصنيف: نتيجة الشهادة الإعدادية بأسوان متاحة بالاسم ورقم الجلوس
مجهودات كبرى
وأشار المصدر إلى أن الحملة الدعائية للمرشح المصري استمرت على مدار عامين، بدأت في أبريل 2023، وشملت زيارة جميع الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى، حيث بلغ إجمالي الزيارات 65 زيارة، مما أسفر عن تأييد كبير للمرشح المصري.
وبعد آخر زيارة لأستراليا وجزر الكوك، وزيارة ليبيريا الأسبوع المقبل، سيكون قد تم زيارة 57 دولة من الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لليونسكو، بالإضافة إلى عدد من الدول الأخرى، مما يعني أن 65 دولة قد تعرفت على المرشح المصري ورؤيته في إدارة المنظمة.
دعم رئاسي
وأكد المصدر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقاءاته المستمرة مع القادة العرب سواء في مصر أو خارجها، كان دائمًا يسعى للحصول على الدعم العربي، حيث أكدت الدول العربية في كل مناسبة على تأييدها ودعمها للمرشح المصري لمنصب مدير عام اليونسكو.
منظمة اليونسكو
تُعتبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، تأسست عام 1945 بهدف المساهمة في بناء السلام والأمن العالميين من خلال التعاون الدولي في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال.
تشمل أبرز مهامها وأهدافها:
التعليم: تعزيز التعليم الجيد مدى الحياة للجميع ودعم الدول الأعضاء في تطوير أنظمتها التعليمية.
العلوم: تشجيع التعاون العلمي من أجل التنمية المستدامة ودعم الأبحاث في مجالات مثل علوم المحيطات والتنوع البيولوجي وتغير المناخ.
الثقافة: حماية وصون التراث الثقافي والطبيعي للبشرية ودعم الإبداع والحوار بين الثقافات، وتشتهر اليونسكو بقائمة التراث العالمي التي تضم مواقع ذات أهمية استثنائية.
الاتصال والمعلومات: دعم حرية التعبير وحماية الصحفيين، والسعي لبناء مجتمعات معرفة شاملة من خلال تعزيز الوصول إلى المعلومات.
يقع المقر الرئيسي لليونسكو في باريس، وتضم 194 دولة عضوًا، وتعمل معهم لتحقيق أهدافها من خلال برامج ومشاريع متنوعة حول العالم.
الدكتور خالد العناني مرشح مصر لمنصب مدير اليونسكو
الدكتور خالد العناني هو وزير السياحة والآثار المصري السابق في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، وُلد في 14 مارس 1971 بالجيزة، ويتمتع بخبرة أكاديمية ومهنية واسعة في مجالي الآثار والمتاحف.
مسيرته العلمية والمهنية
التعليم الأكاديمي
تخرج في كلية الإرشاد السياحي، وحصل على درجة الدكتوراه في علم المصريات، كما نال زمالة الدكتوراه في فرنسا منحة من وزارة التعليم العالي المصرية.
المناصب الأكاديمية
عمل أستاذًا لعلم المصريات والسياحة بجامعة حلوان منذ عام 2011، وتولى مناصب قيادية مثل رئيس قسم الإرشاد السياحي ونائب العميد لشؤون التعليم والطلاب، كما عمل أستاذًا زائرًا في جامعة بول فاليري، ودرّس في العديد من الجامعات المصرية والأجنبية.
الخبرة الدولية
كان عضوًا مراسلًا في معهد الآثار الألماني في برلين، وشارك في عدة لجان علمية لمجلات أثرية فرنسية، وشارك في مؤتمرات دولية لعلماء المصريات، ومثل مصر في اجتماعات دولية تتعلق بحماية التراث والمتاحف.
المناصب المتحفية
تولى الإشراف على متحف الحضارة منذ عام 2014، والمتحف المصري بالتحرير منذ عام 2015، مما يعكس خبرته العملية في إدارة المؤسسات الثقافية.
التكريم
تقديرًا لجهوده، منحته الحكومة الفرنسية وسام فارس في الفنون والآداب.