استقالات جماعية تثير الجدل في قسم النساء والتوليد بجامعة طنطا

تتزايد حدة أزمة قسم النساء والتوليد بكلية الطب في جامعة طنطا، بعد أن أعلنت الطبيبة رنين جبر استقالتها رسميًا، لتصبح النائب الثامن الذي يترك منصبه من أصل 15 نائبًا في القسم، وذلك في ظل اتهامات تتعلق بـ”انتهاك الحقوق المهنية والإنسانية”، وسوء ظروف العمل، مما دفع عددًا من النواب لتقديم استقالات جماعية مؤخرًا.

وكتبت الطبيبة رنين جبر على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “اشتريت نفسي وصحتي وكرامتي وأهلي وبيتي.. والأهم راحة بالي، شكرًا على أوحش ١١ شهر قضيتهم في حياتي”.

مقال له علاقة: رئيس جامعة القاهرة يهنئ الفائزين بجوائز الدولة من أساتذة الجامعة لعام 2025

وفي تدوينة مطولة، تناولت الطبيبة تجربتها القاسية والمهينة، مشيرة إلى ظروف عمل غير آدمية ونوبات عمل تمتد إلى 72 ساعة دون راحة كافية، مع تكرار الانتهاكات الإدارية والضغط النفسي من قبل المسؤولين في القسم، كما ذكرت.

شهادات مقلقة وظروف “لا تحتمل”

وفقًا لما ذكرته الدكتورة رنين، فإن بعض النوبات كانت تمتد إلى 82 ساعة متصلة، دون السماح بأخذ فترات راحة منتظمة أو قسط كافٍ من النوم، حيث قالت: “والله كنا بننام في الـ82 ساعة أقل من 6 ساعات.. ننام على الأرض أو على سراير المرضى أو حتى على الكراسي”.

كما كشفت الطبيبة عن إجبار النواب على الحضور في أوقات غير مواعيد النوبات الرسمية، وأداء مهام لا تتعلق باختصاصاتهم الطبية، بما في ذلك التنظيف والتنسيق مع الممرضات والعمال، في بيئة وصفتها بأنها “أشبه بالعبودية”.

انتهاكات إدارية وتحقيقات متكررة

أوضحت رنين أنه تم تهديد النواب مرارًا بتحويلهم إلى التحقيق إذا اعترضوا على نظام العمل، واستدعاؤهم في أوقات راحتهم دون مراعاة لحقوقهم، مؤكدة: “مفيش حاجة اسمها إجازة مرضي، ولا عارضة، ولا اعتيادي.. حتى لما بنموت لازم نحضر”.

ووصفت الوضع الإداري في القسم بأنه يتعمد الضغط على النواب بشكل مستمر، ويغيب فيه التقدير والتحفيز، بالإضافة إلى تأخر الحصول على الماجستير، أو حتى القبول به، على عكس زملائهم في التخصصات الأخرى، مما أثر سلبًا على الحالة النفسية للعديد من النواب.

ردود فعل وانتقادات حادة

يأتي هذا التصعيد في وقت سبق أن أصدرت فيه نقابة الأطباء بيانًا تطالب فيه إدارة كلية الطب بجامعة طنطا بالتحقيق العاجل في الشكاوى المقدمة من النواب، والتأكد من توفير بيئة تدريب آمنة وإنسانية تحفظ كرامتهم، وتضمن جودة التعليم الطبي.

كما حذر عدد من الأطباء على منصات التواصل الاجتماعي من أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى نزيف في الكفاءات الطبية الشابة، ويشكل تهديدًا مباشرًا لمستقبل الخدمة الطبية والتعليم الجامعي في مصر.

مواضيع مشابهة: وزير العمل يطلق حملة “سلامتك تهمنا” في مؤتمر صحفي

مطالبات بالتدخل الفوري

يطالب العاملون في القطاع الطبي، وعلى رأسهم نقابة الأطباء والهيئات الرقابية، بضرورة فتح تحقيق عاجل ومستقل في هذه الوقائع، واتخاذ إجراءات حازمة ضد كل من يثبت تورطه في الإساءة إلى النواب أو إساءة استخدام السلطة الإدارية.

كما دعوا إلى إصلاح شامل لبيئة عمل الأطباء المقيمين، وخصوصًا في التخصصات ذات الجهد الكبير مثل النساء والتوليد، بما يضمن الحد الأدنى من حقوقهم المهنية والإنسانية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *