تعيش صناعة الدواجن في مصر حالة من الفوضى والتذبذب الشديد في الأسعار، مما يؤثر سلبًا على المربين والمستهلكين على حد سواء، في ظل غياب آليات واضحة لتنظيم السوق، حيث أصبحت الأسعار تتأثر بشكل مباشر بتقلبات البورصة اليومية، مما يفتح المجال للتلاعب ويضع المربين في مواجهة أزمات متلاحقة دون أي حماية.

من نفس التصنيف: مصر تطلق حملة دولية للترويج لسياحة اليخوت تحت شعار Sail to Egypt
ولتسليط الضوء على هذه الأزمة، تحدث “نيوزرووم” مع الدكتور محمد عبد العظيم، الباحث الأول في تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، الذي كشف عن أبرز التحديات التي تعوق تطور القطاع، وقدم رؤيته لإنقاذ هذه الصناعة الحيوية من الانهيار.
غياب التنظيم يفاقم الأزمة
أكد الدكتور عبد العظيم أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب المعايير الواضحة التي تحكم السوق، موضحًا أن الأسعار لا تُحدد بناءً على تكلفة الإنتاج، بل على بيانات البورصة اليومية، وهو أمر غير واقعي.
وأشار إلى أن هذا الغياب التنظيمي أدى إلى انتشار التلاعب من قبل بعض الشركات الكبرى، فضلاً عن غياب الرقابة الحقيقية على الأسواق، مما أثر بشكل مباشر على جودة الكتاكيت والإنتاج النهائي، حيث قال: “عندما تُفقد معايير الرقابة، لا يوجد ضمان للجودة، وأسعار الأعلاف التي وصلت إلى مستويات قياسية العام الماضي تزيد من العبء على المربي”.
اتحاد منتجي الدواجن.. دور غائب؟
وحول دور اتحاد منتجي الدواجن، يرى الدكتور عبد العظيم أنه لا يؤدي دوره الفعال في حماية المربين، وأضاف: “نحتاج إلى تحرك واضح وفعّال من الاتحاد بالتنسيق مع وزارة الزراعة، لوضع آليات مُلزمة تمنع التلاعب وتضمن عدالة التسعير واستقرار السوق”.
شوف كمان: الرئيس يراقب خطة تطوير الطيران المدني وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات
الدولار ليس السبب الوحيد
وفيما يتعلق بارتباط الأسعار بسعر الدولار، أوضح الدكتور عبد العظيم أن هذا الارتباط ليس هو السبب الوحيد للأزمة، فبالرغم من تأثير الدولار على مدخلات الإنتاج، إلا أن التلاعب بالسوق يلعب دورًا أكبر، وأكد على ضرورة “ضبط حلقات الإنتاج كافة، من الكتكوت حتى المستهلك، وتوفير بيئة إنتاجية عادلة وآمنة”.
رسالة للمسؤولين.. نداء للتدخل العاجل
وفي نهاية حديثه، وجه الدكتور عبد العظيم رسالة إلى المسؤولين، مناشدًا الدولة ووزارة الزراعة بالتدخل العاجل، حيث قال: “نحتاج إلى فرض رقابة حقيقية على السوق، ووضع آليات واضحة لضبط الأسعار ومنع التلاعب، لأن المربون لا يمكنهم الاستمرار في ظل هذه العشوائية”، وأضاف: “نحن بحاجة إلى منظومة إنتاج مستقرة، تضمن حماية المربي والمستهلك معًا، وتُعيد للصناعة توازنها المفقود”.