أكد الدكتور نزار نزال، الخبير في الشأن الإسرائيلي، في تصريح خاص لـ«نيوز رووم»، أن قطاع غزة والضفة الغربية لا يزالان تحت الاحتلال الفعلي لإسرائيل، رغم الادعاءات الرسمية بانسحاب تل أبيب من القطاع منذ عام 2005، وأوضح أن إسرائيل لم تتخلَ عن السيطرة، بل تسعى لاستمرار الاحتلال دون تحمل أي ثمن سياسي أو أخلاقي، مشددًا على أنها تهدف إلى فرض واقع جديد في غزة، دون تقديم أي تنازلات في إطار عملية سياسية أو إنسانية.

مقال له علاقة: كوريا الشمالية تختبر أسلحتها وتدرب قواتها في جبهات أوكرانيا وما يجري؟
لا خلافات استراتيجية بين السياسي والعسكري.. فقط على آلية الحرب
وأشار الدكتور نزال إلى أن الحديث المتداول حول وجود خلافات بين المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل هو تضليل إعلامي، موضحًا أنه لا يوجد خلاف على الأهداف، بل على طريقة التنفيذ، حيث يتفق الجميع في المؤسسة الإسرائيلية على استخدام الحصار والتجويع كأداة لإخضاع غزة، وتابع أن النقاش الدائر داخل أروقة صنع القرار الإسرائيلي يتمحور حول كيفية إدارة المرحلة المقبلة من العمليات داخل القطاع، وليس حول إنهاء الحرب أو التوصل لاتفاق.
سيناريوهان أمام إسرائيل.. والاحتلال الكامل مستبعد
وفيما يتعلق بالمسار العسكري، قال نزال إن أمام إسرائيل سيناريوهين رئيسيين:
مقال مقترح: هل تقف الهند وراء الهجوم الانتحاري على قافلة عسكرية في باكستان؟
- العودة إلى احتلال قطاع غزة بالكامل، وهو احتمال مستبعد بسبب الكلفة البشرية والسياسية العالية.
- فرض حصار خانق على وسط القطاع، خاصة مدينة غزة والمخيمات المحيطة بها، وهو السيناريو الأقرب حسب تقديره.
الفكر التوراتي يلعب دورًا واضحًا في السياسة الإسرائيلية
وأضاف نزال أن الفكر التوراتي يلعب دورًا واضحًا في تشكيل السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، مشيرًا إلى أن “مدينة غزة” مذكورة في التوراة باعتبارها إحدى “مدن الظلام والمعاصي”، والتي يجب وفقًا لنصوص متطرفة أن تُحاصر حتى الموت، وتابع أن ما نشهده اليوم من تصعيد وعدوان هو تنفيذ عملي لرؤية دينية أيديولوجية تتجاوز الحسابات العسكرية البحتة.
حديث النار والبارود
وحذر نزال من أن عملية السلام وصلت إلى طريق مسدود، وأن إسرائيل لا تُظهر أي رغبة حقيقية في إبرام صفقة تبادل أو تسوية سياسية، وختم حديثه بأن ما يدور الآن هو حديث بارود فقط، فلا مفاوضات، ولا مبادرات، ولا نية لدى إسرائيل لوقف الحرب، إذ إن مشروعها في غزة أكبر من مجرد عملية عسكرية، بل يسعى لتغيير شامل في الجغرافيا والديموغرافيا.