أحدث قرار من بلدية “خوميا” في منطقة مورسيا جنوب شرقي إسبانيا جدلاً واسعًا واستنكارًا جماهيريًا، حيث أقر المجلس المحلي قرارًا غير مسبوق يمنع “أي احتفالات دينية للمسلمين” داخل المباني البلدية والأماكن العامة، ويعتبر الكثيرون هذا القرار انتهاكًا واضحًا لحرية المعتقد والعبادة التي يكفلها الدستور الإسباني.

مواضيع مشابهة: هجوم أميركي على المنشآت النووية الإيرانية وطهران تؤكد عدم التراجع عن تخصيب اليورانيوم
اليسار يحاول فرض ثقافات غريبة على هويتنا الوطنية
طبقًا لتقرير نشرته صحيفة “الباييس” الإسبانية، تم تمرير القرار بتحالف بين حزب الشعب المحافظ الذي يمتلك الأغلبية بـ10 مقاعد وحزب “فوكس” اليميني المتطرف الذي يمثل عضوًا واحدًا فقط، ويستهدف القرار بشكل خاص المناسبات الدينية مثل شهر رمضان وعيد الأضحى، مما أثار انتقادات حادة من الأحزاب اليسارية ومنظمات حقوق الإنسان.
من نفس التصنيف: تصويت المصريين في الخارج مستمر في انتخابات الشيوخ بالنمسا وروسيا واليونان
وفي تعليقه على القرار، قال “خوان أجوستين نافارو”، عضو المجلس المحلي عن حزب فوكس: “آمل أن يمنع هذا القرار أي مظاهر للاحتفال بانتهاء رمضان أو بعيد الأضحى في المستقبل داخل بلديتنا”، واعتبر نافارو أن هذه الممارسات “عادات دخيلة” على المجتمع الإسباني، مؤكدًا أن “اليسار يحاول فرض ثقافات غريبة على هويتنا الوطنية”
يُعتبر هذا الحظر الأول من نوعه في إسبانيا على مستوى البلديات، مما يُنذر بسابقة قانونية خطيرة قد تتعارض مع المادة 16.1 من الدستور الإسباني التي تنص على ضمان الحرية الدينية والفكرية ما لم تتعارض مع النظام العام.
أمر “مخزٍ ومرفوض”
في المقابل، أعرب الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (PSOE) عن رفضه القاطع لهذا القرار، حيث وصفه عضو المجلس “خوان أنطونيو جونزاليس جوماريز” بأنه أمر “مخزٍ ومرفوض”، كما اعتبرت المتحدثة باسم الحزب في المجلس، “خوانا جوارديولا”، أن القرار “هجوم مباشر على شريحة من مجتمعنا تعيش بيننا كمواطنين كاملي الحقوق”، ووصفت القرار بأنه “تشريع طائفي ومعادٍ للأجانب”.
يأتي هذا القرار في إطار سلسلة من السياسات المثيرة للجدل التي تستهدف الجالية المسلمة في عدة مناطق إسبانية، ففي إقليم كتالونيا، منعت “سيلفيا أوريولس”، رئيسة بلدية ريبول وزعيمة حزب التحالف الكتالوني، ارتداء البوركيني في المسبح العام بمدينة برشلونة بحجة “الاعتبارات الأمنية”، وهي خطوة اعتبرها الكثيرون مساسًا بحرية المعتقد الديني.
كما أثار هذا الحظر انتقادات من رئيس الحكومة الكتالونية “سلفادور إيلا”، بالإضافة إلى أحزاب معارضة مثل حزب “CUP”، حيث قالت المتحدثة باسم الحزب “لايا استرادا” إن “أوريولس تؤجج خطاب الكراهية وتزرع الانقسام بين أفراد المجتمع”.
يجدر بالذكر أن المسلمين يشكلون أكثر من 7% من سكان بلدية خوميا، مما يجعل القرار أكثر حساسية، ويعزز الاتهامات بوجود توجه ممنهج نحو تهميش المسلمين والتضييق على ممارساتهم الدينية في الفضاء العام.