
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أنه لا يمانع في عقد لقاء مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بهدف الوصول إلى السلام.
فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لعقد اجتماع شخصي مع بوتين في أقرب وقت خلال الأسبوع المقبل، على أن يتبع ذلك اجتماع ثلاثي يضم ترامب وبوتين وزيلينسكي.
شوف كمان: واشنطن وطهران تتقدمان بحذر بعد المحادثات النووية الأمريكية
وأشار البيت الأبيض في بيان رسمي إلى أن روسيا أبدت رغبتها في لقاء ترامب، وأن الرئيس الأمريكي منفتح على تنظيم اجتماع يجمع بين بوتين وزيلينسكي.
جاء ذلك بعد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، والذي ذكر أن ترامب أبلغ قادة أوروبيين، خلال مكالمة هاتفية جرت أمس الأربعاء، بنيته تنظيم لقاء ثلاثي يجمع الزعيمين الروسي والأوكراني في إطار مساعيه لإنهاء النزاع القائم بين بلديهما، وفقًا لمصادر مطلعة.
مواضيع مشابهة: سلاح حزب الله في دائرة الاستهداف.. إسرائيل تهدد بالحرب ولبنان على شفير الانفجار
ومن المتوقع أن يقتصر الاجتماع على الزعماء الثلاثة دون مشاركة أي من القادة الأوروبيين، حيث أوضح أحد المصادر أن القادة الأوروبيين الذين حاولوا سابقًا لعب دور الوسيط لإنهاء الصراع، أبدوا تقبلاً لمبادرة ترامب.
لقاء بوتين وزيلينسكي
ولم يتضح بعد ما إذا كان بوتين أو زيلينسكي قد قبلا رسميًا بهذه المبادرة، لكن زيلينسكي كان حاضرًا في المكالمة الهاتفية، وأصدر لاحقًا بيانًا أكد فيه إجراء محادثة مع ترامب، مشددًا على أن موقفه وموقف القادة الأوروبيين يتمثل في ضرورة إنهاء الحرب، مع التأكيد على أن النهاية يجب أن تكون نزيهة.
وشارك في المكالمة أيضًا كل من رئيس الوزراء البريطاني، والمستشار الألماني، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى جانب نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف.
وفي منشور له على منصته الخاصة “تروث سوشيال”، كشف ترامب عن بعض تفاصيل الاتصال، مشيرًا إلى أن مبعوثه ستيف ويتكوف التقى بوتين لساعات خلال زيارة إلى روسيا.
ولم يتطرق ترامب في منشوره إلى خططه لعقد القمم المرتقبة، بل قال: “بعد اللقاء، أطلعت بعض حلفائنا الأوروبيين”، مضيفًا: “الجميع متفق على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، وسنعمل على ذلك خلال الأيام والأسابيع المقبلة، شكرًا لاهتمامكم!”
وكان ترامب قد التقى زيلينسكي في وقت سابق هذا العام خلال جنازة البابا فرانسيس في روما، في اجتماع ثنائي جرى داخل كاتدرائية القديس بطرس، حيث حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الانضمام إلى الاجتماع، إلا أن ترامب فضّل الاجتماعات الثنائية المباشرة ورفض ذلك.
جهود متعثرة وانتقادات متبادلة
وبحسب الصحيفة الأمريكية، لم يصدر أي تعليق فوري من المتحدث باسم البيت الأبيض، أو من ممثلين عن ويتكوف وفانس وروبيو، كما امتنع المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن التعليق.
وقد واجهت جهود ترامب الرامية إلى التوسط في اتفاق سلام بين موسكو وكييف عراقيل منذ عدة أشهر، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب، ويُعرف عن ترامب تشكيكه في جدوى المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وقد أثار جدلًا في وقت سابق من هذا العام عندما وبّخ زيلينسكي أمام الكاميرات خلال اجتماع في المكتب البيضاوي.
سعى الرئيس الأمريكي مرارًا إلى منح بوتين مساحة للمناورة السياسية لدفعه إلى طاولة الحوار، لكن في الآونة الأخيرة، وجّه له انتقادات علنية، متهمًا إياه بالتسويف، بعد سلسلة من اللقاءات التي جمعت بين بوتين والمبعوث ويتكوف.
وتزامنت زيارة ويتكوف الأخيرة إلى موسكو مع تلويح ترامب بفرض “عقوبات ثانوية” على روسيا، تعبيرًا عن استيائه من غياب أي تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب.
التعليقات