واشنطن تتدخل لحل أزمة تجنيد اليهود الحريديم في إسرائيل

كشفت قناة “آي نيوز 24” العبرية عن تطور مثير في الأزمة السياسية الإسرائيلية المتعلقة بتجنيد اليهود الحريديم، حيث قام مبعوث خاص من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بعقد سلسلة من اللقاءات السرية مع قادة دينيين بارزين من التيار الحريدي في مدينة بني براك، في خطوة تهدف للتأثير على النقاش حول مشروع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية.

واشنطن تتدخل لحل أزمة تجنيد اليهود الحريديم في إسرائيل
واشنطن تتدخل لحل أزمة تجنيد اليهود الحريديم في إسرائيل

وحسب التقرير، استضاف منزل الحاخامين هيرش ولانداو، وهما من قادة حركة “ديجل هاتورا”، اجتماعين منفصلين خلال الأيام القليلة الماضية، حيث جمعا المبعوث الأمريكي بممثلين عن التيارات الدينية، وسط أجواء من التكتم الشديد.

وركزت هذه اللقاءات على كيفية الوصول إلى صيغة تحافظ على إعفاء طلاب المدارس الدينية، في ظل الاحتجاجات الواسعة التي اجتاحت مناطق في القدس وتل أبيب، والتي كانت تنديدًا بسياسات الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بالتجنيد.

سابقة أوكرانية كمرجعية

أفادت القناة بأن قادة الحريديم استشهدوا خلال الاجتماعات بتدخل الولايات المتحدة في أوكرانيا، حيث انتقدت واشنطن تشريعًا يقضي بخفض سن الخدمة العسكرية، معتبرين أن هناك فرصة لتكرار الدور الأمريكي هذه المرة في إسرائيل لحماية حقوق طلاب التوراة، كما وصفوا.

تهديد مباشر للائتلاف الحكومي

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في بداية يوليو الماضي عن بدء إرسال أوامر تجنيد لآلاف الشباب الحريديين الذين كانوا يتمتعون سابقًا بإعفاء فعلي من الخدمة، مما أدى إلى تفجر أزمة سياسية تهدد تماسك ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

عقب هذا الإعلان، انسحب حزبان حريديان من الائتلاف الحكومي، ملوحين بإسقاط الحكومة إذا لم يُقرّ قانون يُثبّت الإعفاء بشكل دائم، في ظل مساعي نتنياهو لاحتواء الأزمة وتجنب انهيار الائتلاف.

إعفاء تاريخي موضع خلاف

يعود الإعفاء الممنوح لليهود الحريديم إلى اتفاق غير مكتوب تم تفعيله مع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، حيث تم التوافق على إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية شرط التفرغ الكامل للدراسة الدينية.

لكن هذا الترتيب تعرض للطعن أمام المحكمة العليا في بداية الألفية، مما دفع الحكومات المتعاقبة إلى إقرار قوانين مؤقتة لتفادي تفجر الأوضاع مع التيارات الدينية، التي تمتلك وزنًا سياسيًا كبيرًا في تشكيل الحكومات أو تعطيلها.

وتأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين مكونات الحكومة الإسرائيلية، خاصة بين التيارات القومية الدينية والتيارات الحريدية، وسط مخاوف من تفكك سياسي قد يهدد مستقبل الحكومة الحالية.