
تحل اليوم، الثامن من أغسطس، الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الفنانة الكبيرة، التي تعد واحدة من أبرز نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، وقد غادرت عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2011، تاركة خلفها إرثًا فنيًا خالدًا لا يزال يتردد في وجدان الجمهور وذاكرة الفن.
بداية متواضعة وبريق مبكر
وُلدت هند رستم في مدينة الإسكندرية في 12 نوفمبر 1931، وبدأت مشوارها الفني بخطوات خجولة حين ظهرت ككومبارس صامتة في فيلم “غزل البنات” عام 1949، ورغم بساطة الظهور، كانت موهبتها كامنة حتى اكتشفها المخرج حلمي رفلة، لتبدأ بعدها رحلة النجومية الحقيقية تحت إشراف المخرج حسن الإمام، الذي ساهم في تشكيل ملامحها الفنية.
مواضيع مشابهة: نداء شرارة تقدم “زفينا العرسان” زفة فرح بإيقاع فلكلوري
“مارلين مونرو الشرق”.. بين الأنوثة والتحدي
عرفها الجمهور بلقب “مارلين مونرو الشرق”، بفضل جمالها اللافت وأسلوبها المميز في أداء أدوار الإغراء، إلا أن هند رستم رفضت أن تحصر نفسها في قالب واحد، فإلى جانب أدوارها المثيرة في أفلام مثل “شفيقة القبطية” و“لا أنام”، قدمت شخصيات شعبية عميقة ومركبة، مثل دور “توحة” بائعة الخبز و“هنومة” بائعة المياه الغازية في فيلم “باب الحديد” من إخراج يوسف شاهين، وهي أدوار أثبتت تنوع طبقات موهبتها الاستثنائية.
قرار الاعتزال.. لحظة مفاجئة
وفي عام 1979، فاجأت هند رستم جمهورها ومحبيها بقرار الاعتزال النهائي بعد عرض فيلمها الأخير “حياتي عذاب”، وجاء القرار استجابة لرغبة زوجها الطبيب المعروف الدكتور محمد فياض، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من حياتها بعيدًا عن الأضواء، وكانت رستم قد تزوجت سابقًا من المخرج حسن رضا، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة بسنت.
جوائز وتكريمات على مدار المسيرة
خلال مشوارها الحافل، حصلت هند رستم على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة، أبرزها جائزة النقاد عن فيلم “الجبان والحب”، كما تم تكريمها في مهرجان البندقية السينمائي عام 1957 عن فيلم “نساء في حياتي”، وفي عام 2018، احتفى بها محرك البحث الشهير جوجل بمناسبة ذكرى ميلادها الـ87، في لفتة تؤكد مكانتها الرفيعة في الذاكرة الثقافية العربية والعالمية.
مقال مقترح: ابتداءً من الغد عرض مسلسل 6 شهور على قنوات أون
إرث لا يُنسى
رغم مرور 14 عامًا على رحيلها، لا تزال هند رستم حاضرة في المشهد السينمائي والثقافي، ليس فقط كرمز للأنوثة، بل كفنانة صاحبة موهبة نادرة وأداء متنوع، استطاعت أن تُخلّد اسمها كأحد أيقونات السينما المصرية الخالدة، لقد صنعت لنفسها مكانة يصعب أن تتكرر، وتركَت أثرًا فنيًا وإنسانيًا لا يُمحى.
التعليقات