
انطلقت فعاليات ملتقى الرسوم المتحركة الأول بقصر السينما بجاردن سيتي، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وتستمر الفعاليات حتى الأحد المقبل.
قصور الثقافة تطلق ملتقى الرسوم المتحركة الأول
اقرأ كمان: طلاب مصريون يروون لحظات العودة من ليبيا عبر طريق الـ44 بوابة
افتتح الفعاليات الكاتب محمد ناصف مستشار رئيس الهيئة للشئون الفنية والثقافية، والفنان الدكتور محمد غالب قوميسير الملتقى، والفنانة فيفيان البتانوني مدير عام الفنون التشكيلية، بحضور منى شعير مدير عام القصور المتخصصة، وسهام بحر مدير قصر السينما، بالإضافة إلى عدد من الفنانين المشاركين والجمهور والنقاد المهتمين بفن الرسوم المتحركة.
بدأت الفعاليات بعزف السلام الوطني، تلاه عرض للأفلام المشاركة في الملتقى، وتم تسليم شهادات التقدير للفنانين المشاركين تكريماً لمجهوداتهم، حيث يمثل الملتقى تجربة فنية جديدة تهدف إلى تعزيز الوعي بالهوية المصرية من خلال وسائط بصرية معاصرة.
وأعرب الكاتب محمد ناصف في كلمته عن سعادته بعرض نتاج الملتقى، الذي يعتبر خطوة مهمة في مجال الرسوم المتحركة داخل الهيئة، مشيراً إلى أن إقامة فعالياته بمدينة العريش أضافت بعداً وطنياً وثقافياً خاصاً، وأكد أن فن الرسوم المتحركة لا يقتصر على مخاطبة الأطفال فقط، بل يحمل عمقاً فنياً ورسالة موجهة للكبار أيضاً.
كما أكد أن إنتاج 11 فيلماً يعكس جهداً كبيراً ويستحق التقدير، داعياً إلى تعميم عرض هذه الأفلام في جميع الأقاليم الثقافية لتعريف الأطفال والشباب بتاريخ سيناء وطبيعتها وعاداتها وتقاليدها، واختتم كلمته بتقديم الشكر لجميع القائمين على الملتقى، مشيداً بمجهود الفنانين المشاركين وتنوع الأفكار والتقنيات المستخدمة.
من جهته أوضح الدكتور محمد غالب، قوميسير الملتقى، أن هذا الحدث يعد الأول من نوعه في مصر، وقد أقيمت فعالياته في مدينة العريش، حيث تضمنت جولات ميدانية لعدد من المواقع التراثية والثقافية مثل الشيخ زويد ومعبر رفح، مما أتاح للفنانين استلهام موضوعات أعمالهم من واقع البيئة السيناوية الغنية بالعناصر البصرية والتاريخية.
وأشار إلى أن كل فنان تناول تيمة خاصة به، وابتكر قصة مستوحاة من التراث أو البيئة أو التجربة المعاصرة، ونفذها باستخدام إحدى تقنيات الرسوم المتحركة، حيث قدم غالب فيلمًا بعنوان “سيناء أرض السلام” الذي تناول العادات البدوية والطبيعة الصحراوية بسيناء، في معالجة بصرية تعكس جوهر المكان وملامحه الثقافية.
وأكدت الفنانة فيفيان البتانوني أن اختيار مدينة العريش لإقامة فعاليات الملتقى جاء انطلاقاً من خصوصية المكان وتراثه الثقافي المتنوع، موضحة أن الأعمال المشاركة تناولت العادات والتقاليد والتراث السيناوي من زوايا متعددة، وتم تنفيذها باستخدام تقنيات فنية متنوعة شملت الذكاء الاصطناعي، والصلصال، وتقنيات ثلاثية وثنائية الأبعاد، مما أضفى على الأعمال ثراءً بصرياً وفنياً يعكس قدرة الفنانين على دمج التراث بالتكنولوجيا المعاصرة.
وقد شارك الفنان مختار محمد طلعت بفيلم “مصر اليوم في عيد” باستخدام تقنية الرسوم ثلاثية الأبعاد، الذي جاء في صيغة تفاؤلية تعكس روح الاستبشار رغم التحديات، مؤكداً أن مصر ستبقى دائماً في عيد، وتناول الفيلم الأزياء السيناوية والطراز المعماري التقليدي للمنطقة.
كما قدمت الفنانة سها حمدي الحضري فيلماً بعنوان “بنت من سيناء” تناول قصة المجاهدة السيناوية الشيخة فرحانة، التي ساعدت الجيش المصري خلال الاحتلال الإسرائيلي عبر تطريز رسائل خفية داخل الأعمال اليدوية، في عمل يجمع بين التراث والنضال الوطني.
وقدم الفنان مصطفى علي توفيق فيلماً قصيراً بعنوان “مشاهد سيناوية” باستخدام تقنية الرسوم ثنائية الأبعاد، حيث اعتمد أسلوباً مميزاً يقوم فيه رسام برسم المشاهد يدوياً، لتبدأ اللوحات في الحركة وتجسد المشاهد، في تجربة بصرية حية تنقل تأثير الفنان بالبيئة والمجتمع المحلي في مدينة العريش، خاصة بعد الزيارة الميدانية التي أثرت فيه وجعلته يقدم هذا العمل الذي يبرز الثقافة السيناوية بأسلوب تعبيري خاص.
كما شاركت الفنانة هاجر أحمد بفيلم قصير بعنوان “ميناء العريش”، تناولت فيه تطور المدينة من زاوية البنية التحتية والموانئ، مروراً بتاريخ الميناء وصولاً إلى رؤى مستقبلية طموحة تهدف لتحويل ميناء العريش إلى مركز اقتصادي وتنموي عالمي يخدم سيناء.
وشاركت الدكتورة ثريا محمد محمود، أستاذ الرسوم المتحركة بكلية الفنون الجميلة، بفيلم قصير بعنوان “ماليحة”، يروي قصة فتاة من أصول العريش تتحول إلى حمامة تحلق بين النخيل، وتعيد تشكيل نفسها في هيئة أوان فخارية وأعمال فنية مستوحاة من الخوص، في تعبير رمزي عن التحول والتجدد من خلال التراث.
كما شاركت الفنانة إيمان نبيل سعد بفيلم بعنوان “سيناء أرض الكنوز”، والفنان الدكتور عبد الرحمن الجندي بفيلم “روضة سيناء”، وقدمت الفنانة سماء البحار فيلماً بعنوان “حدث في العريش”، فيما قدمت الدكتورة إيمان الباز فيلماً بعنوان “الأرض وطن.. والعريش استراحة محارب”، بينما شاركت الفنانة اعتماد ياسين بفيلم “إرث لن يموت”، وجميعها أعمال تناولت سيناء كفضاء مكاني وإنساني، بأبعاده التاريخية والثقافية والاجتماعية.
مقال مقترح: التموين تكمل صرف مقررات يوليو بنسبة 60% والمنافذ تعمل حتى التاسعة مساءً
وتنفذ فعاليات الملتقى بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، من خلال الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية، ويعكس الملتقى رؤية هيئة قصور الثقافة في توظيف الفنون التشكيلية والبصرية لتعزيز الوعي بالهوية المصرية الأصيلة، عبر إنتاج أعمال فنية معاصرة تستلهم الواقع وتخاطب الوجدان العام بلغة الصورة والحركة والرمز، في خطوة مهمة لربط الفنون البصرية بالمجتمع المحلي، وإطلاق طاقات الإبداع في مناطق مصر المختلفة، وخاصة في سيناء بما تمثله من عمق جغرافي وثقافي وحضاري.
التعليقات