سامح عسكر يؤكد أن مصر تحمي مصالحها في استيراد الغاز من إسرائيل

دافع الباحث السياسي سامح عسكر عن قرار الدولة المصرية باستيراد الغاز من إسرائيل لعدة عوامل، أهمها أن مصر تحمي مصالحها ومصالح شعبها بهذا القرار، مؤكدًا: “الشعب المصري يكره إسرائيل ويكره التعامل معها بأي شكل، لكن إذا صار الشقيق خصما وتهديدا للدولة ولقرارها السيادي فالمصري لا يتعنت ويلجأ لوسائل تمنع سيطرة أي قوى عليه.”

استيراد الغاز من إسرائيل

وكتب سامح عسكر على صفحته الشخصية عبر منصة “إكس”: “الأخوة العرب والفلسطينيين، فليعلموا أن استيراد مصر للغاز الإسرائيلي جاء نتيجة عدة عوامل:

مقال له علاقة: أماكن انتظار عمال الترحيل.. تنظيم حضاري يحفظ كرامة العامل ويقضي على الفوضى

1- قطع البترول السعودي عن مصر في أكتوبر 2016 بسبب دعم مصر للجيش السوري وعدم إرسال جنود مصريين للحرب على اليمن،.

2- قطع قطر الغاز عن مصر في يونيو 2017 بسبب القطيعة وهجوم الجزيرة والإخوان المسلح في سيناء،.

3- زيادة الاستهلاك المحلي بدءا من عام 2015 وهو العام الذي بدأت فيه مشاريع مصر الأفقية والبنى التحتية، وهو نفس العام الذي تحولت فيه مصر من مُصدّر للغاز إلى مستورد،.

الأخوة العرب والفلسطينيين.

فليعلموا أن استيراد مصر للغاز الإسرائيلي جاء نتيجة عدة عوامل:

1- قطع البترول السعودي عن مصر في أكتوبر 2016 بسبب دعم مصر للجيش السوري وعدم إرسال جنود مصريين للحرب على اليمن،.

2- قطع قطر الغاز عن مصر في يونيو 2017 بسبب القطيعة وهجوم الجزيرة والإخوان المسلح،.

— سامح عسكر (@sameh_asker).

4- عدم جاهزية البنى التحتية لخطوط الغاز العراقية والقبرصية لتصبح بديلاً عن الغاز والنفط الخليجي، ومصر في هذا الصدد وقعت اتفاقيات مع العراق والأردن وهي في طور التخطيط والتنفيذ لتصبح العراق المورد المنتظر للطاقة،.

5- حرص إسرائيل على أن تكون مركز تسييل الغاز في الشرق الأوسط، لكن مصر أخذت تلك المكانة باستيراد الغاز بكميات كبيرة وتسييله ثم تصديره لحل الأزمة الاقتصادية، وعدم طلب العون من الأشقاء مرة أخرى حفظا للكرامة، وقد أدى ذلك لارتفاع هائل في ميزان الصادرات المصري في العام الأخير 2024 إلى 51 مليار دولار، وللإنتاج المحلي الإسمي 423 مليار دولار سنويًا، ومعادل الشراء 3 تريليون دولار،.

هذا جعل مصر من الاقتصاديات الناشئة غير النفطية، ومنافسًا قويًا على المستوى الدولي، ومن أكبر اقتصاديات الشرق نموًا مع توقعات إيجابية،.

6- التعامل الاقتصادي بين الخصوم والأعداء وارد سياسيًا،.

الصين وأمريكا تبادلهم التجاري 650 مليار دولار رغم أزمة تايوان،.

ممكن يعجبك: جامعة عين شمس تحصد أربع جوائز للدولة بإنجاز علمي متميز

أمريكا وروسيا تبادلهم التجاري 31 مليار دولار قبل غزو أوكرانيا، وبعد الغزو استمرت أمريكا في شراء اليورانيوم والبالاديوم من روسيا رغم أنهم متحاربين فعليًا في أوكرانيا،.

الهند والصين رغم خصومتهما السياسية والحدودية، لكن تبادلهم التجاري 136 مليار دولار سنويًا،.

7- مصر سياستها عندما تشعر بالابتزاز تلجأ فورًا لتنويع مصادر الدعم لحفظ سيادتها واستقلالها، فعندما منعت أمريكا طائرات F16 عن مصر لكي تضغط عليها بسبب الإخوان، لجأت مصر لشراء طائرات من روسيا وفرنسا والصين،.

كذلك عندما منعت السعودية وقطر نفطهم وغازهم عن مصر لكي يعتدي الجيش المصري على اليمن وسوريا، لجأت مصر فورًا لشراء النفط والغاز من دول أخرى،.

الاستقلال المصري فوق كل اعتبار

8- مصر لجأت مؤخرًا لشراء النفط الروسي كحل من وسائل تنويع الدعم كي لا تصبح حكومة وشعب مصر عرضة للابتزاز أو بيع القرار وفقدان السيادة، وقد تشتري مصر قريبًا النفط والغاز الإيراني وفقًا لهذه الاستراتيجية وهي التنوع،.

9- في وقت تشتري فيه مصر الغاز من إسرائيل، فإنها تضغط عليها سياسيًا ودوليًا لفتح المعابر، وتفضح قادتها وتقدمهم للعدالة، وتمنع مشروع التهجير وتصفية القضية، ومصر هي المسؤول الأول لتقديم نتنياهو مجرمًا أمام المحكمة الجنائية الدولية، وإعلامها وشعبها من أكبر داعمين الشعب الفلسطيني وقضيته،.

هذا ليس تبريرًا لاستيراد الغاز من إسرائيل، ولكن محاولة لفهم المشكلة بشكل أوسع، فهي لها أسبابها الخاصة، ويمكن تلخيص ذلك بقاعدة (مُجبر أخاك لا بطل) وهي ورقة في الأخير ضد الكيان يمكن رفعها في أي وقت لحين ظهور البديل المناسب،.

الشعب المصري يكره إسرائيل ويكره التعامل معها بأي شكل، لكن إذا صار الشقيق خصمًا وتهديدًا للدولة ولقرارها السيادي، فالمصري لا يتعنت ويلجأ لوسائل تمنع سيطرة أي قوى عليه.