الرئيس البرازيلي يروي بدموعه معاناته من الجوع في شبابه

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن ضمان الأمن الغذائي يجب أن يتحول إلى سياسة دولة ملزمة دستوريًا، وليس مجرد خيار حكومي، مشيرًا خلال فعالية للمجلس الوطني للأمن الغذائي والتغذوي (CONSEA) إلى ضرورة محاسبة صارمة عند وجود الجوع في أي بلد، حيث قال: “ينبغي قطع رأس رئيس حكومة يُترك فيها المواطنون يتضورون جوعًا”.

واعترف لولا بأن الوضع في البرازيل يتحسن تدريجيًا، لكنه أشار إلى أن المهمة ليست سهلة، مؤكدًا أن القضاء على الجوع ليس أولوية لجميع الحكومات، وأضاف: “إذا غادرنا السلطة وجاءت حكومة أخرى لا تضع الجوع ضمن أولوياتها، سيعود الفقر سريعًا، لذلك، لا ينبغي أن يظل هذا مجرد التزام حكومي، بل يجب ترسيخه في الدستور”.

من نفس التصنيف: إسرائيل تؤكد استعادة جثة محمد السنوار بعد عملية سرية في خان يونس

وخلال كلمته، استرجع لولا ذكريات مؤلمة من فترة شبابه حين كان يعمل في مجال المعادن خلال ستينيات القرن الماضي، حيث عانى من الجوع، وتحدث بتأثر عن كيف كان يراقب زملاءه خلال استراحة الغداء وهم يأكلون الشطائر، بينما كان يشعر بالخجل من الإفصاح عن جوعه، وقال باكيًا: “كنت أتخيل نفسي آكل الشطيرة التي يضعها زميلي في فمه، كنت أراقبهم بصمت، دون أن أملك الجرأة للقول إنني جائع، ثم أعود إلى العمل”.

لولا يدعو ترامب إلى قمة المناخ رغم التوترات التجارية

رغم التوترات السياسية والتجارية بين البرازيل والولايات المتحدة، أكد لولا أنه سيقوم بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) المعني بتغير المناخ، والذي سيعقد في مدينة بيليم، بولاية بارا في قلب الأمازون، خلال الفترة من 10 إلى 21 نوفمبر 2025، حيث قال: “لن أتصل بترامب لمناقشة مسائل سياسية لأنه لا يرغب في الحديث، لكنني سأدعوه إلى المؤتمر لمعرفة موقفه من أزمة المناخ”.

تأتي هذه الدعوة وسط تصاعد التوترات التجارية، حيث فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا تعريفة جمركية بنسبة 50% على معظم السلع البرازيلية المصدّرة إلى السوق الأمريكية، ودخل هذا الإجراء حيّز التنفيذ عند الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت برازيليا، رغم محاولات البرازيل تجنب هذه الخطوة من خلال قنوات الحوار.

التعريفة الأمريكية تثير قلقًا واسعًا بين المصدرين البرازيليين

تشمل الرسوم الجديدة تعريفة أساسية بنسبة 1%، وأخرى إضافية بنسبة 6% أقرها ترامب منتصف يوليو، وتطال نحو 700% من قيمة الصادرات البرازيلية البالغة 4,000 سلعة سنويًا، ورغم ذلك، ينص المرسوم الأمريكي على إعفاءات جمركية لحوالي 40 سلعة تُعد ضرورية للاقتصاد الأمريكي، أو لا يوجد ما يكفي من إنتاج محلي لتغطية الطلب، أو لها أهمية استراتيجية، وتشمل منتجات مثل بعض أنواع الوقود، عصير البرتقال (الذي يمثل 65% من استهلاك السوق الأمريكي)، الكستناء، الأسمدة، الساعات، الإلكترونيات، ومكونات صناعة الطيران، مما يفيد شركات مثل “إمبراير”.

مواضيع مشابهة: نسخة نادرة من التوراة تختفي في ظروف غامضة بالعراق

كما سيتم إعفاء الصادرات البرازيلية التي تغادر البلاد قبل منتصف ليل 5 أغسطس، شريطة أن تدخل الولايات المتحدة بحلول 5 أكتوبر 2025، من الرسوم الجديدة، لكن الضرر سيقع على قطاعات رئيسية أخرى، إذ تشمل القائمة الجديدة منتجات استراتيجية مثل القهوة، لحوم الأبقار، والسكر، مما يُنذر بتداعيات كبيرة على قطاعي الزراعة والصناعات الغذائية في البرازيل.

لولا: سنواصل الضغط لتخفيف التوترات التجارية

ورغم فشل المحادثات الأخيرة مع واشنطن في منع تطبيق الرسوم، تعهدت حكومة لولا بالاستمرار في السعي نحو مفاوضات تخفف من حدة الإجراءات وتضمن حماية المصالح الاقتصادية البرازيلية، في وقت بات فيه الاقتصاد الوطني عرضة لارتدادات السياسة الأمريكية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *