عمال المعمار في قنا يواجهون خطر السقوط بين السقالات المتهالكة وغياب الأمان

يواجه عمال المعمار في قنا خطرًا يوميًا، حيث يقفون بين سقالات متهالكة وآلات حادة، يعملون في مشروعات تفتقر لأبسط مقومات السلامة، حياتهم معلقة بين حرارة الشمس الحارقة وبرد الشتاء القارس، في ظل غياب شبه كامل لأي ضمان اجتماعي أو تأمين صحي يحميهم من إصابات قد تغير مسار حياتهم في لحظة.
على الرغم من تلك المخاطر اليومية، يواصل هؤلاء العمال العمل في ظروف قاسية فرضتها الحاجة إلى لقمة العيش، بينما تتزايد الحقوق الضائعة وتستمر الحوادث التي تخلف وراءها إصابات وإعاقات، مما يكشف واقعًا مؤلمًا يفتقر لأبسط معايير الأمان والإنصاف.
وفي محاولة لرصد أبعاد المعاناة على أرض الواقع، التقى “نيوز رووم” بعدد من عمال المعمار في قنا، الذين فتحوا قلوبهم للحديث عن تفاصيل يومياتهم القاسية، حيث حملت حكاياتهم وجع المهنة، بدءًا من العمل تحت رحمة الطقس المتقلب، إلى السقوط من السقالات، والإصابة بآلات حادة أو التعرض للحشرات السامة في مواقع البناء، وكانت كلماتهم شهادة حية على واقع يغيب عنه الأمان، وتغيب فيه الضمانات، بينما يظل الخوف من الغد والمرض شبحًا يطاردهم في كل يوم عمل.
حقوق عمال المعمار الضائعة في قنا
يعيش عمال المعمار المسلح في مدينة قنا تحت وطأة ظروف عمل قاسية، بين تقلبات مناخية حادة وغياب كامل لأبسط الحقوق، حيث يقول صبري عبدالعال، أحد هؤلاء العمال، إنهم يواجهون بردًا قارسًا وحرًا قاتلًا في أوقات يصعب على أي إنسان تحملها، لكن الحاجة إلى لقمة العيش تدفعهم للاستمرار، مضيفًا أن أغلبهم يفتقر لأي ضمانات أو معاشات، وحتى معونات القوة العاملة تصطدم بإجراءات معقدة وأوراق مرهقة تجعل الكثيرين يتخلون عن المطالبة بها، خاصة وأن قيمتها لا تسد رمقًا ولا تقي جوعًا.
ويؤكد ياسر عمار، وهو سائق في مواقع الإنشاءات، أن بعض المشروعات العامة توفر خوذًا وإجراءات وقائية، لكنها لا تكفي أمام المخاطر الحقيقية، فالمعدات الحادة والسقالات المتهالكة قد تنهار فجأة، فضلًا عن الحشرات السامة التي يواجهونها في المشروعات الصحراوية، مشيرًا إلى أنه رغم كل ذلك، يواصل العمال عملهم بلا شبكة أمان حقيقية، بينما تظل حقوقهم غائبة عن أي حماية فعلية.
حوادث متكررة تهدد عمال المعمار وتتركهم بلا مصدر رزق
حذر سيد عامر، أحد عمال المعمار، من المخاطر الكبيرة التي تواجه العاملين في المهنة، خاصة أولئك الذين يتسلقون المباني المرتفعة على سقالات غير مؤمنة، مما يعرضهم لخطر السقوط والإصابة، موضحًا أن العديد منهم يعملون في مشروعات خاصة دون أي ضمانات صحية، ما يضطرهم إلى الاستدانة لتغطية تكاليف العلاج، وهي معاناة تتكرر مع أكثر من عامل في المجال.
وأضاف أن بعض الحوادث تؤدي إلى إصابات دائمة وإعاقات تحرم المصابين من مواصلة عملهم، فيجدون أنفسهم فجأة بلا مصدر رزق، مشيرًا إلى أن الأزمة تزداد حدة بالنسبة للعمال غير المقيدين في جداول مديرية القوى العاملة، إذ لا يتمتعون بأي دعم أو حماية قانونية عند تعرضهم لهذه الحوادث.