ترامب يعلن عن اتفاق سلام تاريخي بين أذربيجان وأرمينيا

ترامب يعلن عن اتفاق سلام تاريخي بين أذربيجان وأرمينيا

في خطوة غير مسبوقة، جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، زعيمي أرمينيا وأذربيجان في البيت الأبيض، حيث أعلن عن التزام الطرفين بوضع حد «نهائي» للصراع المستمر منذ عقود حول ناغورني قره باغ.

هذا الاتفاق الذي وقعه إلهام علييف ونيكول باشينيان، جاء في ظل توتر جيوسياسي إقليمي مع تصاعد النفوذ الروسي والإيراني والصيني في القوقاز، مما يمنح واشنطن موطئ قدم اقتصادي واستراتيجي في المنطقة.

وفي خطاب بثّه البيت الأبيض، أكد ترامب على ضرورة وقف القتال وفتح قنوات التعاون التجاري والسفر، وإقامة علاقات دبلوماسية قائمة على الاحترام المتبادل للسيادة، وأضاف:”ستكون العلاقة بينكما جيدة جداً، وإذا لم تكن كذلك، اتصلا بي وسأصلح الأمر”

وردّ الزعيمان على الوساطة الأمريكية بإشادة كبيرة، مع اقتراح مشترك لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، في خطوة تعكس أهمية هذه اللحظة التاريخية.

«مسار ترامب للسلام»

وتضمن “الإعلان المشترك” إنشاء ممر عبور يمر عبر أرمينيا ويربط بين أذربيجان وجيب ناخيتشيفان غرباً، وسمى البيت الأبيض هذا الممر بـ«مسار ترامب للسلام والازدهار الدولي» (TREP)، الذي سيمكّن الولايات المتحدة من تطويره والاستفادة من ثروات المنطقة النفطية.

من جهته، أشار مسؤول أمريكي إلى أن أرمينيا ستكتسب شريكاً استراتيجياً عالمياً مع دخول واشنطن إلى المنطقة، بينما توقع أن تكون روسيا والصين وإيران هم الخاسرون الأكبر.

ورغم توقيع الاتفاق، ما تزال قضية« ناغورني قره باغ »، الجيب الذي تحكمه أرمينيا سابقاً ويطالب به الطرفان، مثار توتر داخلي كبير في أرمينيا، حيث أعلن باشينيان استعداده لإجراء استفتاء دستوري عام 2027 لمعالجة هذه القضية، وسط انقسامات عميقة في الرأي العام.

ردود فعل دولية

ورحبت تركيا بالخطوة باعتبارها “تقدماً نحو سلام دائم” في المنطقة، في حين اعتبرت أذربيجان الاتفاقية بمثابة “رسو السلام في القوقاز”، تلك الوثيقة التي تم توقيعها في وجود ترامب جسدت بداية عهد جديد في علاقات القوقاز المعقدة.

في لحظة نادرة، أعاد ترامب إحياء ملف صراع طويل بأفق سلام يبدو ممكنًا، وقدم نموذجًا جديدًا للتفاوض في منطقة تُعتبر من أكثر بؤر التوتر في العالم، مع إحداث تحوّل في موازين القوى الجيوسياسية لصالح واشنطن.