أيمن الرقب: خطة احتلال غزة ستفشل مثلما فشلت إسرائيل في جنوب لبنان

أيمن الرقب: خطة احتلال غزة ستفشل مثلما فشلت إسرائيل في جنوب لبنان

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريح لـ “نيوز رووم”، أن خطة الاحتلال الإسرائيلي لاحتلال قطاع غزة، التي أُقرت مؤخرًا بإصرار من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ليست جديدة بل هي تكرار لأهداف أعلنها منذ اليوم الأول للحرب، والمتمثلة في خمسة محاور واضحة:

ويشير الرقب إلى أن هذه الأهداف لم تستطع إسرائيل تحقيق أيٍّ منها طوال قرابة عامين من الحرب والعمليات العسكرية.

تحويل رفح إلى “معسكر اعتقال”

ويرى الدكتور الرقب أن الخطة الإسرائيلية تقوم على تفريغ شمال غزة بالكامل، ودفع ما يقرب من مليون نسمة إلى جنوب القطاع، خاصة إلى أطراف دير البلح وخان يونس، على أن يتم لاحقًا دفع الجميع إلى رفح، التي ستتحول إلى ما يشبه “معسكر اعتقال كبير” لا تتجاوز مساحته 15 كم²، تمهيدًا لشن عملية عسكرية كبرى في مدينة غزة.

ويضيف: “واضح أن الاحتلال يتجه لتنفيذ عمليات واسعة النطاق في قطاع غزة على مراحل، بهدف تقليص الكتلة السكانية تدريجياً ودفعها جنوباً نحو مناطق محاصرة ومكتظة”

خطة تستغرق شهورًا.. وقد تكون مجرد مناورة

يتوقع الرقب أن الخطة لن تدخل حيز التنفيذ الفوري، بل قد تكون جزءًا من مناورة سياسية للضغط على حركة حماس من أجل تقديم تنازلات جديدة، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال نفسه قدّر أن تنفيذ خطة السيطرة على غزة سيستغرق عامًا كاملاً، بينما تتحدث القيادة السياسية عن تنفيذها خلال شهرين فقط.

ويقول: “الجيش في إسرائيل ينفذ قرارات القيادة السياسية حتى وإن كانت مخالفة لتقديراته، لأن القرار النهائي بيد السياسيين وليس العسكر”

فشل متوقع لمشروع “الإدارة المدنية” في غزة

وحول خطة إسرائيل لتشكيل “إدارة مدنية” تدير غزة بعد الاحتلال، استبعد الدكتور الرقب نجاح هذا السيناريو، مؤكدًا أن الاحتلال فشل في تجربة مماثلة بجنوب لبنان، حين شكل ميليشيات محلية انهارت بعد انسحاب إسرائيل.

وأشار إلى محاولة الاحتلال تشكيل نواة ميليشيا محلية بقيادة ياسر أبو شباب في رفح، وهي ميليشيا صغيرة العدد (أقل من ألف مقاتل)، وتلقى الدعم والتمويل من إسرائيل، مؤكدًا أن هذه الجماعة مرفوضة شعبيًا ومصنفة ضمن الفصائل الخارجة عن الإجماع الوطني.

الخيار الواقعي.. السلطة الفلسطينية أو قوات عربية برعاية دولية

وشدد الرقب على أن الخيار الواقعي الوحيد لإنهاء الحرب في غزة هو تمكين السلطة الفلسطينية من استلام القطاع، مع ترتيبات أمنية جديدة قد تشمل وجود قوات عربية أو دولية، وهو ما يتطلب تنسيقًا مباشرًا مع القيادة الفلسطينية.

وقال: “لكن الاحتلال لا يريد هذا السيناريو، بل يسعى لإفشاله عبر استمرار الحرب وطرح مقترحات هدفها الوحيد هو إحباط أي اتفاق وإبقاء حالة الفوضى”

واختتم الدكتور أيمن الرقب تصريحه بالقول: “إسرائيل تعتقد أن بهذه الخطة ستجلب السلام لنفسها، لكنها في الحقيقة تؤسس لعنفٍ قوي وأعمق من أي وقت مضى، وستكتشف لاحقًا أن الفوضى التي صنعتها في غزة سترتد عليها أمنياً واستراتيجياً”