حاخام إسرائيلي ينتقد اعتراف فرنسا بدولة فلسطين ويهدد ماكرون

فتحت النيابة العامة في باريس تحقيقًا عاجلًا بعد انتشار مقطع فيديو عبر الإنترنت، يظهر فيه شخص إسرائيلي يُقدَّم كحاخام، ويُعتقد أنه يقيم في إسرائيل، وهو يوجه تهديدات مباشرة بالقتل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة لو فيغارو، فإن الفيديو الذي نُشر على منصة “يوتيوب” واستمر لمدة 37 دقيقة، تضمن انتقادات حادة لقرار فرنسا المتوقع في سبتمبر المقبل بالاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، واعتبر المتحدث ذلك “معاداة للسامية”.
الإسرائيلي لماكرون: جهز نعشك
كما زعم الحاخام موجهًا حديثه لماكرون: “من الأفضل أن تجهز نعشك، فسيريك الله ما يعنيه أن تتطاول عليه وتطلق تصريحات ضده”
وصف وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو هذه التصريحات بأنها “غير مقبولة تمامًا”، مؤكدًا أنه تم إبلاغ النيابة العامة ومنصة “فاروس” المتخصصة في رصد المحتوى المحرض على العنف والكراهية لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
أما الحاخام الأكبر لفرنسا، فقد استنكر بشدة هذه التهديدات، موضحًا أن الشخص المذكور لا يشغل أي منصب ديني رسمي في فرنسا، ولم يحصل على أي مؤهلات أو تدريب حاخامي داخل البلاد.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعلنت عن إرسال خطاب رسمي إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تُبلغه فيه بعزم باريس الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار
المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، صرّح في حديث لقناة “القاهرة الإخبارية” أن فرنسا ترى أن اللحظة الراهنة تستدعي تحركًا سياسيًا حاسمًا، مؤكدًا أن بلاده تدعم بقوة حل الدولتين كخيار وحيد لإرساء السلام الدائم، وشدد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
وأكد لوموان أن هذه الخطوة لا تقتصر على كونها إعلانًا سياسيًا، بل تمثل تحركًا عمليًا يهدف إلى إعادة الزخم لعملية السلام المتعثرة، مشيرًا إلى أن “الحلول العسكرية لم تُثبت جدواها في التعامل مع الأزمات المعقدة، خصوصًا في قطاع غزة”.
وفي لهجة أكثر حزمًا، دعا المتحدث الفرنسي السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ خطوات واضحة لفصل نفسها سياسيًا عن حركة حماس، مؤكدًا أن مشاركة الحركة في المشهد السياسي تُعطل جهود السلام وتُقوّض فرص التفاوض الدولي، مضيفًا أن تحييد حماس بات ضرورة ملحّة لضمان مسار تفاوضي جاد وفعّال.
من جانب آخر، عبّرت باريس عن قلقها العميق حيال الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون تأخير، وشددت الخارجية الفرنسية على ضرورة فتح المعابر البرية فورًا، لتأمين تدفق الغذاء والدواء والوقود إلى السكان، تجنبًا لانهيار إنساني شامل.