بوتين والبيت الأبيض عبر عقدين من العلاقات المتقلبة مع خمسة رؤساء أمريكيين

يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب في ولاية ألاسكا يوم 15 أغسطس، في قمة مرتقبة تهدف إلى مناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
تأتي هذه القمة في وقت تشهد فيه العلاقات بين بوتين والولايات المتحدة أسوأ مراحلها منذ الحرب الباردة، حيث مرت بتحولات عميقة مع خمسة رؤساء أمريكيين منذ توليه الحكم في أواخر عام 1999.
كلينتون وبوتين
كلينتون وبداية الحذر
خلفت حرب كوسوفو شرخًا في العلاقات بين موسكو وواشنطن، رغم التقارب الذي كان قائمًا بين بوريس يلتسين والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وعندما تولى بوتين السلطة في نهاية عام 1999، كانت الإدارة الأمريكية حذرة تجاه شخصيته، حيث وصفت وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت بأنه “حازم ويستحق المراقبة عن كثب”.
لكن اللقاء الأول بين بوتين وكلينتون في يونيو 2000 أظهر إشارات إيجابية، إذ وصفه كلينتون بأنه قادر على بناء “روسيا قوية تحترم الحريات”.
جورج بوش وبوتين
جورج بوش: من إشادة شخصية إلى انهيار الثقة
في أول لقاء بينهما عام 2001، أشاد جورج دبليو بوش ببوتين، قائلاً إنه رأى فيه “روح رجل مخلص لوطنه”، لكن العلاقات توترت سريعًا بعد انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ الباليستية عام 2001، ومعارضة روسيا للغزو الأمريكي للعراق في 2003، وتنديدها بتدخل واشنطن في الثورة البرتقالية بأوكرانيا عام 2004.
أوباما وبوتين
أوباما: بداية دبلوماسية ونهاية باردة
أطلق الرئيس باراك أوباما مبادرة “إعادة ضبط” العلاقات مع موسكو عام 2009، إلا أن العلاقات عادت إلى التدهور سريعًا، وتمثلت أبرز محطات التوتر في منح روسيا اللجوء لإدوارد سنودن عام 2013، وضم شبه جزيرة القرم عام 2014، والتدخل العسكري الروسي في سوريا في 2015، مما قضى على فرص التعاون الاستراتيجي.
ترامب وبوتين
دونالد ترامب: شبح التدخل الروسي في الانتخابات
رغم وعود دونالد ترامب بتحسين العلاقات مع موسكو، إلا أن ولايته شابها جدل واسع حول تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين عام 2018، أثار ترامب الجدل عندما بدا وكأنه يصدق نفي بوتين أكثر من تقارير استخباراته، مما أثار انتقادات حادة، حتى من داخل حزبه الجمهوري.
بايدن وبوتين
بايدن: صدام مفتوح بسبب حرب أوكرانيا
مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، دخلت العلاقات الأمريكية الروسية أكثر مراحلها عدائية، فمنذ الأيام الأولى، اتسمت إدارة بايدن بنبرة متشددة تجاه الكرملين، وبلغ التوتر ذروته بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022.
بايدن لم يتردد في استخدام أوصاف قاسية ضد بوتين، فوصفه بـ”القاتل” و”المجرم” و”الطاغية”، معلنًا قطيعة سياسية ودبلوماسية كاملة مع موسكو.
قمة ألاسكا: هل تكون بداية لتصحيح المسار؟
في ظل هذا الإرث المعقد، تتجه الأنظار إلى لقاء ترامب – بوتين المرتقب، وسط تساؤلات كبيرة حول ما إذا كان يمكن أن يشكل بداية لتقارب جديد يعيد رسم ملامح العلاقة بين واشنطن وموسكو، أم سيكون مجرد محطة جديدة في صراع ممتد لعقود.