تامر عبدالمنعم يتقمص شخصية عادل إمام باحترافية عالية في “مشخصاتي”

في عالم الفن، تظهر لحظات تتحدى قدرة الفنان على التكيّف تحت الضغط، وتبرز مهاراته الحقيقية بعيدًا عن النصوص والبروفات، وقد أثبت الفنان مؤخرًا، خلال عرض مسرحية «نوستالجيا» في مدينة الإسكندرية، أنه من بين هؤلاء القادرين على تحويل أزمة طارئة إلى مشهد فني استثنائي يبقى عالقًا في ذاكرة الجمهور.
من أزمة على خشبة المسرح إلى لحظة إبداع
قبل دقائق من رفع الستار، تلقت إدارة المسرحية اتصالًا من الممثل الأصلي لدور “الزعيم” ليبلغهم بعدم قدرته على الحضور لأسباب طارئة، وكان هذا الموقف بمثابة اختبار حقيقي لفريق العمل، خاصة مع امتلاء القاعة عن آخرها بعد نفاد التذاكر.
هنا، برز دور تامر عبد المنعم الذي اتخذ قرارًا جريئًا بتقمص الشخصية بنفسه، لم يكتف بارتداء ملابس مشابهة لأسلوب عادل إمام، بل اعتمد بدقة تسريحة الشعر، والإيماءات، ونبرة الصوت، وحتى الإيقاع الكوميدي الخاص به، ليقدم للجمهور أداءً يحاكي الزعيم دون إخلال بسير القصة.
مشخصاتي بالفطرة.. من محمد فؤاد إلى عادل إمام
هذا الارتجال الناجح لم يكن وليد الصدفة، فالفنان تامر عبد المنعم يمتلك خبرة طويلة في تقليد الشخصيات، اكتسبها عبر سنوات من العمل في مجالات الفن والسياسة.
ففي برنامج «شكلك مش غريب»، أبهر المشاهدين عندما جسّد شخصية المطرب محمد فؤاد في أغنية “كماننا”، وهو الأداء الذي اعتبره كثيرون من أقوى لحظات البرنامج، كما قدم سابقًا شخصية عادل إمام في فقرة غنائية من فيلم “مرجان أحمد مرجان”، مظهرًا دقة عالية في التقاط تفاصيل الشخصية.
من الكوميديا إلى السياسة.. تنوّع في التشخيص
إبداعه لم يتوقف عند الشخصيات الفنية، بل امتد إلى تقليد شخصيات سياسية بارزة، من الرئيس المعزول محمد مرسي، إلى قيادات جماعة الإخوان مثل محمد بديع ومحمد البلتاجي، حيث وظف عبد المنعم مهاراته في المحاكاة لإضفاء بعد ساخر على القضايا السياسية.
ظهرت هذه القدرة بشكل مكثف في فيلمه «المشخصاتي 2»، الذي رصد أحداث ثورة 25 يناير وفترة حكم الإخوان من خلال أداء متقن لمجموعة من الشخصيات المؤثرة في تلك الحقبة.
من مهارة فردية إلى علامة مهنية
مع مرور الوقت، أصبحت قدرة تامر عبد المنعم على التقمص السريع بمثابة علامة مميزة له، تمنحه مرونة فنية نادرة، وتجعله خيارًا آمنًا في أي عمل فني يحتاج إلى بديل طارئ قادر على إنقاذ الموقف دون التضحية بجودة العرض، وتجربة الإسكندرية الأخيرة ليست سوى حلقة جديدة في مسيرته، تؤكد أن “المشخصاتي” ليس مجرد لقب، بل مهارة متجذرة في شخصيته الفنية.