معاهد وجامعات أجنبية وهمية تكشفها تحقيقات صحفي حول عمليات النصب على طلاب الثانوية

معاهد وجامعات أجنبية وهمية تكشفها تحقيقات صحفي حول عمليات النصب على طلاب الثانوية

أثار الكاتب الصحفي خليل العوامي قضية مهمة على منصات التواصل الاجتماعي تتعلق بجرائم النصب التي يتعرض لها أولياء الأمور أثناء تنسيق الثانوية العامة، حيث يستغل النصابون حرصهم على مستقبل أبنائهم وانخفاض المجموع أمام رغبات التنسيق.

وكتب العوامي عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”: “موسم النصب على طلاب الثانوية.. مركز خاص يدعو الطلاب لدراسة الطب باعتماد من السودان”

“الدنيا مواسم حتى للنصابين، وبعد نتيجة الثانوية العامة والتقديم للجامعات يصبح موسمًا لنصابي التعليم الذين يوهمون الطلاب بفرص تعليمية تبدو جيدة ومغرية لكنها للأسف تؤدي إلى نتائج كارثية”.

“اليوم وصلتني قصة عن هذا النوع من النصب الذي يستهدف الطلاب الراغبين في دراسة الطب الذين لا يؤهلهم مجموعهم للالتحاق بالجامعات المصرية، وقبل أن نتحدث عن هذه النصباية الجديدة، يجب أن نتذكر بعض الأمور المرتبطة بها”.

1- لطالما كان لدينا طلاب يسافرون للدراسة في جامعات في السودان وأوكرانيا وروسيا، بسبب انخفاض مجموع القبول وتخفيف الشروط، وأحيانًا تكون التكاليف أقل من الجامعات الخاصة في مصر.

2- بعد اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا ومن ثم حرب السودان، شهدنا مآسي العديد من الطلاب الذين كانوا يدرسون هناك وشعروا أن مستقبلهم قد ضاع، حيث تدخلت الدولة وقبلت تحويل 14 ألف و383 طالبًا إلى الجامعات الأهلية والخاصة في مصر وفقًا للضوابط والشروط المعمول بها.

3- من بين هذه الضوابط، معرفة ما إذا كانت الجامعة التي يدرس فيها الطالب معتمدة في مصر، ونوع المواد التي درسها، وأمور أخرى يمكن الاطلاع عليها عبر الرابط المتعلق بالضوابط المعلنة.

ما هي النصباية الجديدة؟

“أرسل لي أحد الطلاب أن سمسار تعليم يدعي أنه يمتلك ترخيصًا من كلية العلوم الهندسية والطبية في السودان للعمل في مصر، وقد أرفق صورة مزعومة صادرة عن الملحقية الثقافية السودانية في القاهرة تفيد بأن هذه الكلية معتمدة في السودان”.

“المعلومات التي تلقاها الطالب لإقناعه بالالتحاق بكلية الطب في هذه الجامعة تضمنت:
1- الدراسة في مصر مؤقتًا لحين عودة الاستقرار في السودان
2- عدم التقيد بالمجموع
3- دفع 2000 دولار مصروفات سنوية، و500 دولار سنويًا تكاليف الدراسة من مصر

4- الدراسة في مركز خاص مرخص من كلية العلوم الهندسية والطبية في السودان في كينج مريوط بمدينة العامرية بالإسكندرية، بالإضافة إلى فرع آخر في كفر الشيخ “مرفق الصور التي وصلتني من الطالب لمركز الدراسة”.

5- لتعادل شهادتك في مصر بعد الانتهاء، يطلبون ضمن الطلبات شهادة تحركات لإثبات أنك كنت تدرس في السودان، والنصيحة للطالب هي أنه يحتاج إلى دخول وخروج من مصر للسودان والعكس أربع مرات على الأقل.

6- الدراسة بنظام أمريكي، حيث يتم إبلاغ الطالب بأن النظام يعتمد على الساعات، ويدرسون الطب ليس كمواد دراسية كاملة بل كأعضاء وخصائص للجسم البشري، مثل دراسة القلب أو الكبد أو الكلى، ثم يتم امتحانه في ذلك “هذا ما نقلته دون تدخل، ولدي الرسائل الصوتية التي وصلت للطالب”.

7- الكلية تقبل خريجي الكليات العلمية مثل العلوم الطبية أو الطب البيطري، وأي شخص يحمل شهادة ثانوية عامة قسم علمي علوم حتى لو منذ عشرين عامًا، وليس فقط من حصلوا على الثانوية هذا العام.

8- من يروج لهذا الفنكوش يدعي أن الطالب يمكنه الحضور يومين فقط في الأسبوع، وأن المركز التعليمي يحتوي على مجسمات للدراسة وقاعات محاضرات مجهزة.

الخلاصة.

“هذا الفنكوش وغيره يعد كارثة على الطلاب وأسرهم، وننصحهم بعدم الوقوع في هذه الفخاخ، فهذه الأمور تتكرر كل عام ويتم إغلاق هذه المراكز”.

“الكليات المعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات معروفة ومنشورة على موقع وزارة التعليم العالي، وعلى الطلاب التأكد من اعتماد الجامعة أو الكلية قبل الالتحاق بها “يمكن الاطلاع على موقع الوزارة في التعليقات”.

“في عام 2023، وبعد حرب السودان وعودة الطلاب المصريين الذين كانوا يدرسون الطب في جامعة تدعى “قاردن سيتي”، ادعى بعض النصابين افتتاح فرع لها في مصر داخل مستشفى صغيرة أو ما يمكن تسميته بمستوصف، وطالبوا الطلاب المقيدين بها في السودان لاستكمال دراستهم في مصر مقابل 2409 دولار سنويًا، وتم ضبط المكان وإغلاقه من قبل وزارة التعليم العالي والجهات الرقابية”.

“وفي يناير الماضي، أغلق وزير التعليم العالي منشأة تدعى “كلية إمبريال الجامعية”، التي كانت تمارس أنشطة تعليمية في الطب والصيدلة وفروع أخرى بدون ترخيص”.

“ندعو وزارة التعليم العالي لتحديث قوائم الجامعات الأجنبية المعتمدة في مصر، وتكثيف الحملات التوعوية للطلاب وأسرهم بشأن ذلك، ومراجعة ملف هذا المركز الذي يدعي أنه فرع لكلية العلوم الهندسية والطبية في السودان، وغيرها من المراكز وأسماء الجامعات الأجنبية، ونعقد ثقتنا في أن الوزارة، بما لديها من ضبطية قضائية، وكل الجهات المعنية في الدولة، تقوم بواجبها في هذا الملف وتترصد كل محاولات النصب التعليمي”.

“ندعو كل طالب وولي أمر أن يسأل نفسه: كيف يمكن أن يلتحق بجامعة في بلد تشهد حربًا؟ وكيف يمكن للجامعة أن تفتح فرعًا في مصر داخل فيلا؟ وكيف سيتم اعتماد شهادته بعد الانتهاء من الدراسة دون الحاجة للذهاب إلى البلد الذي يعاني من الحرب؟ وكيف لا يوجد هيئة تدريس أو مستشفى؟ والكثير من الأسئلة التي يجب التفكير فيها