“الشلولو: وجبة يحتفل بها أقباط مصر خلال صوم العذراء وعيد صعود الجسد”

يعتبر “الشلولو” من الأطباق المصرية القبطية التقليدية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصيام السيدة العذراء، خاصة في صعيد مصر، حيث يجتمع عليها الجميع في أيام عيد صعود جسد العذراء، وهي وجبة بسيطة نباتية باردة وغنية بالعناصر الغذائية، وتحضر بمكونات رخيصة ومتوفرة في معظم المنازل، كما أنها الوجبة التي كانت تُعدّها العذراء خلال رحلتها بين الجبال والكهوف، وقد تعلمها المصريون منها وفقًا للروايات المتداولة.
الشلولوالشلولو
الشلولو طبق المحبة بين قبط مصر
تقول ميرا عادل، ابنة مركز نقادة في غرب محافظة قنا، إن هذه الوجبة تحظى بشعبية كبيرة بين الجميع في مصر، حيث تشير الروايات إلى أن السيدة العذراء كانت أول من تناولها خلال رحلتها في البراري، وقد تعلمها المصريون منها، لذا يحرص الجميع على تناولها في عيد صعود جسدها.
وتشير إلى أن الشلولو يتكون من ملوخية ناشفة مع ثوم مفروم وماء ساقع يتم خلطهم جيدًا، ثم يضاف الملح والكزبرة الناشفة والشطة حسب الرغبة، ويتم تقليب المكونات جيدًا، ثم يُعصر ليمون على الملوخية، ويمكن إضافة بصلة مقطعة.
صيام العذراء بين المسلمين والمسيحيين
تقول إنجي صفوت، إن صيام السيدة مريم العذراء يُعتبر صيامًا من الدرجة الثانية، حيث يُسمح فيه بتناول جميع الأطعمة النباتية بما في ذلك الزيوت، بالإضافة إلى تناول الأسماك، بينما يقوم البعض بنذر صيام بالماء والملح دون زيت، كما يصوم آخرون عن السمك كنوع من النذر، ويشبه ذلك صوم الرسل وصوم الميلاد.
وتشير إنجي إلى أن الصوم ينتهي بالاحتفال بعيد صعود جسدها إلى السماء في يوم 16 مسرى، الذي يوافق 22 من أغسطس، ويبدأ قبل ذلك صوم العذراء لمدة 15 يومًا.
وتنوه إلى أن احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية وسائر الكرازة المرقسية بالخارج بصوم العذراء مريم تبدأ من يوم 7 أغسطس، وتستمر لمدة 15 يومًا، وتتخللها قداسات في معظم الكنائس، وسط إجراءات أمنية مشددة لتأمين الأقباط خلال عيد الصعود.
ويعتبر “صوم العذراء” من المناسبات الهامة في الكنيسة، وهي ليست المناسبة الوحيدة التي تحتفل بها الكنيسة بأعياد العذراء، بل يتم الاحتفال أيضًا في شهر كيهك، من خلال مدائح وتماجيد للعذراء مريم، ومن المتوقع أن يستقبل دير العذراء بأسيوط حوالي مليوني زائر من جميع الطوائف المصرية، بما في ذلك مسلمو مصر الذين يكنون كل الحب والاحترام للسيدة العذراء، وتقام الكنائس خلال فترة صوم العذراء قداسات ونهضة صوم العذراء مريم في “درنكة” برئاسة الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط.