مندوب فرنسا يعيد التأكيد على رفض بلاده لمخططات الاحتلال في غزة

مندوب فرنسا يعيد التأكيد على رفض بلاده لمخططات الاحتلال في غزة

طالب مندوب فرنسا لدى مجلس الأمن الدولي حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالتراجع الفوري عن قرارها باحتلال قطاع غزة، مؤكدًا أن بلاده ترفض بشكل قاطع أي مشروع لإعادة احتلال القطاع، كما تعارض التوسع العسكري الإسرائيلي في المنطقة، وفي كلمته خلال جلسة طارئة عقدها المجلس اليوم الأحد في نيويورك لمناقشة تطورات الوضع في غزة، شدد المندوب الفرنسي على ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين، وطالب إسرائيل بفتح المعابر الإنسانية لإدخال المساعدات، كما أكد أن “قرار احتلال غزة لن يعزز أمن إسرائيل، ولن يساعد في إطلاق سراح المحتجزين”.

جوتيريش: الخطة تمثل تصعيدًا خطيرًا

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قد وصف خطة الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة بأنها تصعيد خطير في الحرب الدائرة منذ قرابة 22 شهرًا، محذرًا من تداعيات كارثية على المدنيين وعلى استقرار المنطقة، وجاءت هذه الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي بناءً على طلب من الدول الأوروبية الأعضاء، وهي الدنمارك، فرنسا، اليونان، المملكة المتحدة، وسلوفينيا، ووفقًا لموقع “سيكيوريتي كاونسل ريبورت”، فقد حظي الطلب بدعم جميع الدول الأعضاء في المجلس باستثناء الولايات المتحدة.

ومن المقرر أن تشهد الجلسة، التي بدأت عند الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت نيويورك (1400 بتوقيت غرينيتش)، تبادل وجهات النظر بين الدول الأعضاء، إلى جانب عرض تقارير وتحليلات من مسؤولي الأمم المتحدة حول التداعيات المحتملة لخطة الاحتلال الكامل لمدينة غزة.

خطة إسرائيلية “تدريجية” للاحتلال والتهجير

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت فجر الجمعة الماضية على خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتضمن احتلالًا تدريجيًا لقطاع غزة بالكامل، بالتوازي مع تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، في ما اعتبره مراقبون “محاولة لفرض أمر واقع دائم يمنع أي عودة مستقبلية للمفاوضات”.

خسائر فادحة واتهامات بإبادة جماعية

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، تواجه إسرائيل اتهامات دولية بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، مدعومة بشكل مباشر من الولايات المتحدة، وتشمل الانتهاكات القتل الجماعي والتجويع والتدمير الممنهج وتهجير المدنيين، رغم أوامر واضحة من محكمة العدل الدولية بوقف هذه الأعمال، ووفق الإحصاءات الفلسطينية، بلغ عدد الشهداء حتى الآن 61,330، فيما أصيب 152,359 آخرون، وهناك أكثر من 9,000 مفقود، بالإضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال.

تدريبات عسكرية إسرائيلية استعدادًا للاجتياح

وفي سياق متصل، كشف الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، في مداخلة على قناة “إكسترا نيوز”، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ بالفعل تدريبات عسكرية ميدانية استعدادًا لتنفيذ خطة الاحتلال، مشيرًا إلى أن الخطة قد تُنفذ تدريجيًا خلال فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وأوضح إسماعيل أن اجتياح القطاع بريًا سيمثل تحديًا عسكريًا ولوجستيًا هائلًا، مؤكدًا أن تكلفة الاحتلال اليومية قد تصل إلى 100 مليون دولار، تشمل تكاليف تأمين نحو 50 ألف جندي، إضافة إلى العتاد والتموين.

دروس من الماضي وتكلفة سياسية باهظة، وأشار إلى أن السيناريو الراهن يعيد إلى الأذهان تجربة الاحتلال الإسرائيلي لغزة عقب انتفاضة الأقصى عام 2000، والتي انتهت بانسحاب إسرائيل في عام 2006 بعد سنوات من الخسائر، وأكد إسماعيل أن هناك تكلفة سياسية متزايدة على إسرائيل، خصوصًا في ظل الرفض الدولي المتصاعد، وقد أعلنت تسع دول أوروبية كبرى رفضها القاطع لخطة إعادة الاحتلال، بينما تتواصل التظاهرات داخل المدن الإسرائيلية، خاصة في تل أبيب، للمطالبة بإقالة الحكومة ووقف التصعيد.