من هو أسامة الدليل قناص المناظرات الذي يقود معارك الحقيقة في الإعلام؟

من هو أسامة الدليل قناص المناظرات الذي يقود معارك الحقيقة في الإعلام؟

في واحدة من اللحظات الأكثر إثارة في المشهد الإعلامي المصري، أثار الكاتب الصحفي ورئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام، اهتمام الجميع مجددًا بعد مناظرة حادة تشبه المحاكمة العلنية، حيث أظهر مهارته في إدارة الحوار، وجلس على مقعد القاضي والمحقق في آن واحد، مُلقيًا بالخرائط والوثائق على الطاولة بلا هوادة، مما جعل خصومه يتلعثمون أمام حقائق لا يمكن إنكارها.

في هذا التقرير، يستعرض “نيوز رووم” مسيرة أسامة الدليل ومواقفه السياسية وما كشفت عنه المناظرة الأخيرة من دلالات:

مواقفه الحادة.. لماذا يخشاه خصومه ويحترمه جمهوره؟

برز أسامة الدليل في المشهد السياسي والإعلامي بعد مشاركته المثيرة في برنامج “محل نقاش” على قناة العربية، حيث واجه المحلل الجزائري محمد بن خروف بتحليلات قوية حول الأزمة الفلسطينية وسيناء.

أكد أن إدخال المساعدات إلى غزة يتطلب قوة وضبطًا، وليس مجرد “مظاهرات الغرب”، مشددًا على منطق الدولة السيادية.

عبّر أسامة الدليل عن تقديره العميق للحفاظ على أمن المواطن، معتبرًا ذلك خطًا أحمر في حساباته السياسية، مجددًا تأكيده أن السيادة المصرية خط أحمر لا يجوز المساس به.

سيادة مصر خط أحمر.. أسامة الدليل يرد على حملات التشويه

أوضح بن خروف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي رفض بشدة مقترحات تهجير الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، معتبرًا أن هذا الموقف جاء لحماية القضية الفلسطينية من محاولات تصفيتها، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون تأخير.

ورد أسامة الدليل على هذه المداخلة بقوله: “اسمه الرئيس السيسي.. رئيس أكبر دولة عربية”، تأكيدًا على رمزية ودور القيادة المصرية في المنطقة

وفي سياق حديثه عن التطورات على الحدود المصرية مع غزة، قال الدليل: “نحن نعيش في غابة من الأكاذيب والخداع، وعندما نتحدث عن علاقة مصر بقطاع غزة، يجب أن نضع الحقائق أمام الرأي العام، خاصة ما يتعلق بطبيعة الجوار وإدارة المعابر، والتحديات الأمنية التي تواجهها الدولة المصرية على حدودها الشرقية”

أكد أن الوقت قد حان لكشف الحقائق كاملة للرأي العام، مشيرًا إلى أن هناك حملات تضليل ممنهجة تهدف إلى تشويه صورة الموقف المصري، بينما تتحرك القاهرة وفق أولويات واضحة تراعي الأمن القومي والمصلحة الفلسطينية في آن واحد.

إغلاق الأنفاق كان ضرورة أمنية.. والدليل يفضح المغالطات

دافع “الدليل” عن قرار إغلاق الأنفاق بعد أحداث 2014 خلال لقاء على قناة العربية مع السياسي العراقي رحيم العبودي، الذي طرح سؤالًا “هل يمكن أن نتفرج على أهلنا وشعبنا في غزة يموتون جوعًا، ولماذا أغلقت مصر أنفاق غزة التي كانت تُستخدم لتهريب المواد الغذائية بينما المعابر مغلقة؟”.

السياسي العراقي رحيم العبودي: “هل يمكن أن نتفرج على أهلنا وشعبنا في غزة يموتون جوعًا، ولماذا أغلقت أنفاق غزة التي كانت تُستخدم لتهريب المواد الغذائية بينما المعابر مغلقة؟.. والصحافي المصري أسامة الدليل يرد: “الأنفاق أُغلِقت بعد أحداث 2014 بسبب تسريب السلاح والإرهاب إلى…

— العربية مصر (@AlArabiya_EGY)

حيث قال: “الأنفاق أُغلِقت بعد أحداث 2014 بسبب تسريب السلاح والإرهاب إلى مصر، الذي كان أغلبه من حركة حماس الإرهابية، ومهاجمة الدولة المصرية هدف استراتيجي لحماس وجماعة الإخوان، مما جعل القوات المسلحة المصرية تدمر وتغرق تلك الأنفاق، وجعلت من المستحيل إعادتها من جديد” مشددًا على أن هدف حماس والإخوان ليس مساعدة أهل غزة، وإنما تحريض الشعب المصري على النظام الحالي في مصر

أكد أسامة الدليل: “هل من المعقول أن نطعمكم لوجه الله، ويكون الرد هو الهجوم على نظام سياسي بأكمله”

السياسي العراقي رحيم العبودي: “هل يمكن أن نتفرج على أهلنا وشعبنا في غزة يموتون جوعًا، ولماذا أغلقت أنفاق غزة التي كانت تُستخدم لتهريب المواد الغذائية بينما المعابر مغلقة؟.. والصحافي المصري أسامة الدليل يرد: “الأنفاق أُغلِقت بعد أحداث 2014 بسبب تسريب السلاح والإرهاب إلى…

— العربية مصر (@AlArabiya_EGY)

وفي الحوار ذاته، قدم الصحفي أسامة الدليل خريطة للحدود المصرية مع إسرائيل، وبالتحديد عن معبر رفح، مؤكدًا أن أي معبر في العالم له نقطتان، الأولى لدي والثانية لدى الطرف الآخر، فيبقى السؤال: هل إذا فتح المعبر وتم تسليم المساعدات، هل يوجد فلسطيني واحد على مدخل معبر رفح من ناحية غزة؟ ومن سلم هذا المكان الهام إلى إسرائيل؟

الإعلام المضلل.. ومعركة الوعي

اتهم أسامة الدليل بعض وسائل الإعلام بتشويه موقف مصر من القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن بلاده تتحرك وفق أولويات تحمي مصالحها الوطنية، وفي الوقت نفسه تدعم الفلسطينيين سياسيًا ودبلوماسيًا.

أسامة الدليل: مصر عمود القضية الفلسطينية وخصومها “إما مغرضون أو مأجورون”

ومن أبرز مواقفه السياسية تعليقه على التظاهرة التي نظّمها أنصار جماعة الإخوان أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قائلًا إن المشهد يبدو ساخرًا للوهلة الأولى، لكنه في الحقيقة “لا يثير الضحك بقدر ما يكشف واقعًا مقلقًا وخطيرًا يستحق التوقف أمامه كثيرًا”.

وأوضح أسامة الدليل أن التظاهرة لم تضم فلسطينيين أو حتى عربًا من الأراضي المحتلة، وإنما كان جميع المشاركين فيها مواطنين إسرائيليين يحملون الهوية الإسرائيلية الكاملة، بما في ذلك تلك المرأة المحجبة والرجل الملتحي، واللذين حاولا الظهور بمظهر إسلامي تقليدي يوحي بانتماء مختلف عن الحقيقة.

كشف أسامة الدليل أن التظاهرة تمت بعد الحصول على تصريح رسمي من جهاز “الشاباك” الإسرائيلي، لافتًا إلى أن من شاركوا فيها يدركون تمامًا حدود القانون الإسرائيلي، مضيفًا: “لو فكر أحدهم فقط في رفع علم فلسطين خلال التظاهر، لتم اعتقاله فورًا، وقد يُسجن لسنوات طويلة”

ووصف أسامة الدليل التظاهرة بأنها لم تكن بريئة، وإنما جاءت في توقيت مدروس بعناية، لافتًا إلى أن الحدث تزامن مع إسقاط الطيران المصري مساعدات إنسانية بالمظلات لسكان قطاع غزة، إلى جانب اقتراب انعقاد المؤتمر الدولي بالأمم المتحدة حول حل الدولتين.

وأكد أسامة الدليل أن الصدفة لا يمكن أن تبرر هذا التزامن، فهناك نية واضحة للتشويش على الدور المصري وتشويه صورته الإنسانية والدبلوماسية في ملف غزة، مشددًا على أن ما جرى هو فعل مقاولي مصالح وليس فعل مقاومين حقيقيين.

قال أسامة الدليل إن هناك محاولات لتسويق هذه التظاهرات على أنها مقاومة شعبية، بينما الحقيقة أنها نشاط ممول ومنظم تحت الرعاية الإيرانية منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأشار أسامة الدليل إلى أن مصر لا تقف على الحياد، بل تحمل على عاتقها التزامًا تاريخيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا تجاه القضية الفلسطينية، موضحًا أن القاهرة لم تدخر جهدًا منذ بداية الحرب على غزة، سواء من خلال الدعم الإغاثي أو التحركات السياسية والدبلوماسية.

أكد أسامة الدليل أن مصر كانت ولا تزال العمود الفقري للدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه، مستعرضًا دورها في فتح معبر رفح، وتقديم المساعدات، واستقبال الجرحى، وتنسيق الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، وأضاف: “من يُشكّك في هذا الدور إما مغرض أو جاهل أو مأجور”

واختتم تصريحاته قائلًا: “مصر على الأرض في الميدان والمفاوضات والمساعدات، بينما هؤلاء على الأرصفة، يبيعون شعارات مزيفة ويقبضون الثمن”

من هو أسامة الدليل؟

يشغل أسامة الدليل منصب رئيس قسم الشؤون الدولية بمؤسسة الأهرام، ويُعتبر من أبرز الصحفيين المصريين المتخصصين في قضايا الأمن القومي والسياسة الدولية.

يمتاز بخبرة طويلة في متابعة الملفات الإقليمية الساخنة وتحليل العلاقات الدولية من منظور المصلحة الوطنية المصرية.

ويُعرف بقدرته على تبسيط القضايا المعقدة للجمهور، واعتماده على الخرائط والأرقام والوثائق أثناء ظهوره الإعلامي، مما يمنحه مصداقية عالية ويجعله خصمًا صعب المواجهة في أي مناظرة.

كما أنه ضيف دائم على القنوات الفضائية المصرية والعربية، حيث يُستدعى للتعليق على التطورات الإقليمية، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأمن البحر الأحمر، وملف سد النهضة.

أسلوبه.. قوة المعلومة وضربات الحقائق

يمتاز أسامة الدليل بخطاب مباشر يمزج بين التحليل العميق واللغة البسيطة التي تصل للجمهور، مدعومًا بالخرائط والأرقام والأمثلة الواقعية، وهو ما جعله في مناظرته الأخيرة يقلب موازين الحوار لصالح الموقف المصري.

مواقفه السياسية.. مدافع شرس عن السيادة المصرية

يرى أسامة الدليل أن السيادة المصرية خط أحمر لا يمكن المساس به، وأن القرارات الاستراتيجية يجب أن تصنع داخل القاهرة وحدها.

يدعو دائمًا إلى الدبلوماسية المدروسة مع الاحتفاظ بحق الرد الحاسم في حال تعرض مصر لأي تهديد مباشر.

يرفض الانجرار وراء دعوات الحرب أو الخطابات الشعبوية التي قد تضر بمصالح البلاد، ويؤكد أن الحفاظ على حياة المصريين أولوية قصوى.