حماس تتهم نتنياهو باستمرار اختلاق الأكاذيب وتضليل الرأي العام

حماس تتهم نتنياهو باستمرار اختلاق الأكاذيب وتضليل الرأي العام

اتهمت حركة حماس الفلسطينية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باختلاق الأكاذيب وتضليل الرأي العام، وذلك بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده الأخير ليعرض خطته العسكرية الجديدة في قطاع غزة، والتي وصفها بأنها “أفضل وسيلة لإنهاء الحرب”.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن ما جاء به نتنياهو في مؤتمره الصحفي عبارة عن أكاذيب، فهو لا يستطيع مواجهة الحقيقة، بل يتعمد تضليلها وإخفاءها عن العالم.

وأضاف النونو أن نتنياهو يواصل الكذب وخداع الجمهور، مشيرًا إلى أن استمرار منع الصحفيين من دخول قطاع غزة يعد “أكبر دليل على زيف روايته”.

وطالب النونو المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للضغط على نتنياهو من أجل “وقف حرب الإبادة والتجويع” التي تنفذها إسرائيل في القطاع، داعيًا أيضًا إلى فتح المجال أمام الصحفيين والإعلاميين لدخول غزة لرؤية الحقيقة الكاملة حول ما وصفه بـ”الجرائم الجماعية التي تُرتكب بحق المدنيين”.

جاءت تصريحات النونو بعد أن أعلن نتنياهو، خلال مؤتمره الصحفي مساء الأحد، عن خطة عسكرية جديدة للسيطرة على مدينة غزة، مؤكدًا أن جيش الاحتلال تلقى التعليمات وبدأ في تنفيذها.

خطة نتنياهو

كما زعم نتنياهو أن حكومته طلبت من جيش الاحتلال دعوة مزيد من الصحفيين الأجانب لدخول القطاع، لكنه أشار إلى “مشكلة أمنية” تحول دون ذلك حاليًا.

ورغم هذه التصريحات، لا تزال إسرائيل تفرض منذ السابع من أكتوبر 2023 قيودًا صارمة على دخول الصحفيين إلى قطاع غزة، حيث لا يُسمح إلا لعدد محدود من وسائل الإعلام الأجنبية، تحت رقابة الجيش الإسرائيلي، في ظل رقابة عسكرية مشددة على التغطية.

تعتمد وسائل الإعلام العالمية بشكل رئيسي على الصحفيين المحليين داخل القطاع لتغطية الأحداث المتصاعدة، في ظل منع دخول الطواقم الدولية.

ووفقًا لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، قُتل نحو 200 صحفي خلال 20 شهرًا من الحرب، بينهم ما لا يقل عن 45 خلال تأدية عملهم، وسط اتهامات لإسرائيل بفرض “حصار إعلامي” على غزة، ومنع تدفق المعلومات بحرية.

خطة السيطرة الإسرائيلية: “تحرير لا احتلال”؟

في ذات المؤتمر، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أن العملية العسكرية الجارية في غزة لا تهدف إلى “احتلال” القطاع، بل إلى “تحريره من قبضة حركة حماس”، كما وصف.

وأضاف نتنياهو أن السلطة الفلسطينية “تسعى لتقليص أراضي إسرائيل تمهيدًا لضربة قاصمة”، داعيًا إياها إلى “الكف عن محاولات تدمير إسرائيل”، حسب زعمه.

كما أعلن عزمه المضي في اقتحام ما وصفه بـ”المعقل الأخير والأهم لحماس” في غزة، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي للعملية هو نزع سلاح الحركة، وإنشاء إدارة مدنية جديدة، “لا تتبع لحماس ولا للسلطة الفلسطينية”.

وفي محاولة لتبرير الأوضاع الإنسانية المتدهورة، حمّل نتنياهو حركة حماس مسؤولية الأزمة، مدعيًا أن الأمم المتحدة رفضت توزيع المساعدات التي دخلت غزة بإشراف إسرائيلي.

كما أشار إلى تنسيق جارٍ مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة المساعدات الإنسانية، رغم الانتقادات الدولية المتزايدة إزاء الحصار المستمر والقصف المكثف على القطاع.

اختتم نتنياهو مزاعمه بأن الحرب “يمكن أن تنتهي في الغد” إذا ما ألقت حماس سلاحها وأفرجت عن الرهائن، معتبرًا أن هدف إسرائيل الأساسي هو تحرير غزة من سيطرة حماس وليس احتلالها.

المبادئ الخمسة لخطة السيطرة على غزة:

  • نزع سلاح حركة حماس بالكامل
  • استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءً أو أمواتًا
  • نزع السلاح من قطاع غزة بشكل كامل
  • فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على القطاع
  • إنشاء إدارة مدنية بديلة لا تتبع لحماس ولا للسلطة الفلسطينية

إدانات دولية وعربية

قوبلت الخطة الإسرائيلية الجديدة بإدانات عربية ودولية واسعة، حيث أكدت دول ومنظمات حقوقية أن الخطوة تعد تصعيدًا خطيرًا يفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 عامًا، كما وصفتها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ومحاولة لفرض واقع سياسي وأمني جديد بقوة السلاح.

في المقابل، تواصل الدعوات التصاعد لوقف فوري للعمليات العسكرية وفتح ممرات إنسانية آمنة، في ظل وضع إنساني وُصف بأنه الأسوأ في تاريخ غزة.