هزة أرضية بقوة 6.2 ريختر شمال مرسى مطروح دون تسجيل خسائر

أعلنت الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، مساء الأحد 10 أغسطس 2025، عن تسجيل هزة أرضية بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر، والتي وقعت شمال مدينة مرسى مطروح.
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن المعهد، فقد حدثت الهزة في تمام الساعة 07:53:47 مساءً بالتوقيت المحلي، على بُعد 877 كيلومترًا شمال مرسى مطروح، عند خط عرض 39.19 شمالًا، وخط طول 28.09 شرقًا، وعلى عمق بلغ 10.90 كيلومتر
وأكد المعهد أنه لم ترد أي بلاغات من المواطنين بشعورهم بالهزة الأرضية، كما لم تُسجل أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات نتيجة الزلزال.
الشبكة القومية للزلازل
تُعد الشبكة القومية للزلازل في مصر من أحدث الشبكات عالميًا، حيث تتمتع بتاريخ علمي يمتد لأكثر من 150 عامًا، بينما يعود السجل الزلزالي المصري إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، مما يمنح مصر مكانة رائدة في مجال رصد الزلازل على مستوى العالم وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
ورغم أن مصر لا تقع على حدود الصفائح التكتونية النشطة مثل دول شرق آسيا أو أميركا الجنوبية، إلا أنها تشهد نشاطًا زلزاليًا محدودًا لكنه ملحوظ، خاصة في مناطق معينة مثل خليج العقبة، البحر الأحمر، وبعض المناطق الشمالية الغربية، حيث يعود هذا النشاط إلى التأثيرات الجيولوجية المرتبطة بحركة الصفائح الإفريقية والعربية، إضافة إلى التصدعات المحلية.
تاريخيًا، تمتلك مصر واحدًا من أقدم السجلات الزلزالية في العالم، إذ تشير الوثائق التاريخية إلى وقوع زلازل منذ أكثر من خمسة آلاف عام، وهو ما وثقته الحضارة المصرية القديمة في نقوشها وسجلاتها.
الرصد العلمي المنظم للزلازل
ومع بداية القرن العشرين، بدأ الرصد العلمي المنظم للزلازل، وتأسست الشبكة القومية لرصد الزلازل، التي تُعد اليوم من أحدث الشبكات في العالم من حيث التقنيات والتغطية الجغرافية.
تغطي الشبكة القومية معظم الأراضي المصرية، وتضم عشرات المحطات الموزعة بدقة لرصد أي نشاط زلزالي مهما كان ضعيفًا.
وتُسهم هذه الشبكة في تقديم بيانات دقيقة تساعد الجهات المختصة على تقييم المخاطر واتخاذ الإجراءات الوقائية، خاصة في المناطق الحضرية.
من أبرز الزلازل التي شهدتها مصر في العصر الحديث، زلزال عام 1992 الذي ضرب منطقة دهشور جنوب القاهرة، وبلغت قوته 5.8 درجة، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، مما شكّل نقطة تحول في الاهتمام الرسمي والعلمي بهذا الملف.
ورغم أن معظم الزلازل في مصر تكون ضعيفة أو متوسطة الشدة، إلا أن الاستعداد العلمي والتقني لرصدها وتحليلها يعكس التزام الدولة بتأمين المواطنين ومواكبة المعايير الدولية في إدارة الكوارث الطبيعية.