
تعيش مدينة ميلانو الإيطالية، التي تحتضن مباريات “سداسي التتويج” للدوري الليبي الممتاز، أزمة غير مسبوقة أثرت بشكل كبير على المباراة الحاسمة التي كانت ستجمع بين فريقي الأهلي والهلال، حيث تحولت الأجواء الحماسية التي كانت متوقعة إلى حالة من التوتر والجدل، بعد أن تبادل الناديان بيانات رسمية تضمنت اتهامات بالتقصير وسوء التنظيم، مما هدد بإلغاء المباراة الفاصلة التي كانت ستحدد بطل الموسم.
بيانات متضاربة و”الـ VAR” محور الأزمة
بدأت الأزمة ببيان رسمي من النادي الأهلي، الذي أعلن عن “تطورات مؤسفة وبائسة” صاحبت التحضيرات للمباراة، حيث كشف البيان عن مفاجآت عدة، بدءًا من تأخير موعد اللقاء بحجة “التجهيزات اللوجستية”، مرورًا بعدم وجود تقنية الفيديو (VAR)، وهو أمر غريب في مباراة بهذا الحجم، وانتهاءً بغياب البث التلفزيوني، مما يحرم الجماهير الليبية من متابعة الحدث، وأوضح النادي أنه كان مستعدًا لخوض المباراة “تحت أي ظرف، حتى دون وجود تقنية الـ VAR”، من أجل إنهاء البطولة وتفادي المزيد من القلاقل.
ممكن يعجبك: منتخب الشباب يحقق المركز السادس في كأس العالم لكرة اليد
وفي المقابل، جاء بيان نادي الهلال ليعكس وجهة نظر مختلفة، حيث أكد استعداده وجاهزيته للمباراة، لكنه تمسك بحقه في رفض خوض اللقاء بدون وجود تقنية الفيديو، معتبرًا أن هذا الطلب “عادل” ويهدف إلى تحقيق العدالة والحفاظ على حقوق جميع الأطراف، واتهم الهلال اللجنة المنظمة بالمسؤولية عن سوء التنظيم، محذرًا من تطبيق العقوبات على الفريق المنسحب وفقًا للوائح اتحاد الكرة الليبي، في إشارة ضمنية إلى الأهلي.
ممكن يعجبك: كوكا يقود هجوم الاتفاق السعودي في الظهور الأول أمام السد القطري في ودية
تطورات متسارعة ودعوة إلى الاحتواء
مع تصاعد حدة التوتر، وتأكيد كلا الناديين على تواجدهما في الملعب ورفضهما الانسحاب، قدم النادي الأهلي مبادرة لحل الأزمة، حيث أعلن في بيان لاحق استعداده التام لتحمل كافة المصاريف اللازمة لحل المشكلة، بما في ذلك تكاليف البث الفضائي، وتقنية الـ VAR، ورسوم الملعب، وحتى الفنادق والإعاشة والتنقل، وذلك لضمان إقامة المباراة وإنهاء المسابقة، واعتبر الأهلي ما يحدث بمثابة “إساءة فجة ومتعمدة وخطيرة لسمعة بلادنا في الخارج”، ودعا الهلال إلى قبول المبادرة “وسد باب الذرائع”.
الاتحاد الليبي في مرمى الانتقادات
أشار العديد من المحللين الرياضيين في ليبيا وخارجها إلى أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الاتحاد الليبي لكرة القدم واللجنة المنظمة، نظرًا لتكرار الأزمات التنظيمية في المواسم السابقة، حيث إن إقامة مباريات حاسمة خارج البلاد بتكاليف باهظة تتطلب مستوى عالٍ من التنظيم والدقة، وهو ما لم يحدث، وأصبحت سمعة الكرة الليبية على المحك، حيث يهدد هذا الجدل بإلغاء مباراة كانت ستُنهي موسمًا طويلًا وتحدد بطلًا مستحقًا، وتتجه الأنظار الآن نحو السلطات الرياضية الليبية في انتظار قرار حاسم يضع حدًا لهذا الصراع، ويضمن إقامة المباراة أو اتخاذ الإجراءات اللازمة وفقًا للوائح، بعيدًا عن لغة البيانات والاتهامات التي أربكت المشهد الرياضي الليبي برمته.
التعليقات