عبد الله رشدي ينعى أنس الشريف ورفاقه ويدعو إلى تخفيف معاناة غزة

في موقف إنساني يعكس تضامنه المستمر مع القضية الفلسطينية، نعى الداعية الإسلامي الشيخ عبدالله رشدي الشهيد أنس الشريف، الذي ارتقى خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، سائلًا الله أن يتقبله ويرفع درجته مع الشهداء، وأن يمنح ذويه الصبر والسلوان.
وقال رشدي في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “أنس الشريف ورفاقه، ومن سبقهم ومن سيلحق بهم، اللهم تقبلهم وارفع درجتهم، وصبر ذويهم”
كما تضرع إلى الله لكشف الغمة عن غزة، التي تعاني أوضاعًا إنسانية مأساوية جراء استمرار الحصار والقصف، مؤكدًا رفضه لاستغلال مآسي القطاع للنيل من صموده، وأضاف في تغريدته: “يارب اكشف الغمة فقد بلغت القلوب الحناجر، اللهم لا تشمت بأهل غزة من عاداهم”
أنس الشريف ورفاقه، ومن سبقهم ومن سيلحق بهم.. اللهم تقبلهم وارفع درجتهم، وصبر ذويهم
يارب اكشف الغمة فقد بلغت القلوب الحناجر
اللهم لا تشمت بأهل غزة من عاداهم.
— عبدالله رشدي (@abdullahrushdy)
استشهاد أنس الشريف
أعلنت وسائل إعلام فلسطينية اليوم استشهاد الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع إثر قصف إسرائيلي استهدف خيمة البث التابعة لقناة الجزيرة في محيط مستشفى الشفاء بمدينة، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات بحق الطواقم الإعلامية العاملة في القطاع.
وكان الصحفي أنس الشريف قد تلقى في وقت سابق تهديدات مباشرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية تقاريره المصورة التي وثقت تفشي المجاعة في غزة، وكشفت حجم المعاناة الإنسانية المتفاقمة بفعل الحصار والقصف المتواصل.
وصية أنس الشريف
كتب الصحفي الفلسطيني أنس الشريف وصيته الأخيرة، ونشرها عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” قبل أن تصل الأنباء عن استشهاده، حيث قامت إدارة الصفحة بمشاركة الرسالة التي خطّها بقلب مملوء بالإيمان، وصوت ظل صادحًا بالحقيقة حتى اللحظة الأخيرة.
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الشريف، يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقة وحارات مخيم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمد الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة “المجدل” لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ.
عشت الألم بكل تفاصيله، وذقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تحرك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يوقفوا المذبحة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف.
أوصيكم بفلسطين، درة تاج المسلمين، ونبض قلب كل حر في هذا العالم، أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العمر ليحلموا ويعيشوا في أمان وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزقت وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران، كما أوصيكم ألا تسكتكم القيود، ولا تقعدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على بلادنا السليبة.