تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف.. معاناة عمال الشارع ومعهد الأورام بسبب تغيرات المناخ

«ألحق يا واد عمك بكري وقع.. الشمس وقعت يا عمي مقدرتش تتجلد لغاية ما تشوف أحفادك».. هذه الكلمات تتردد في البيوت المصرية، مع تزايد حالات ضربات الشمس والتحذيرات المتكررة من هيئة الأرصاد الجوية، التي يبدو أنها لا تجد صدى لدى الكثيرين، خاصة بين العمالة اليومية الذين لا يملكون خيار التوقف عن العمل، ويعتمدون على رزقهم اليومي في كسب قوتهم “أرزقي على باب الله”.
في هذا التقرير، يستعرض “نيوز رووم” التحديات التي يواجهها عمال الشارع مع التغيرات المناخية التي تؤثر عليهم سواء في الشتاء أو الصيف، لكن صيف هذا العام سجل أعلى درجات الحرارة، مما أدى إلى إصابات ووفيات، خصوصًا بين من يتعرضون لأشعة الشمس المباشرة.
معاناة عمال الشارع ومعهد الأورام
يقول محمد ربيع، عامل أجري، إنه يقضي 24 ساعة في الشارع، منتظرًا على الأرصفة حتى يأتي مقاول أو صاحب منزل يطلب رفع مخلفات البناء أو غربلة الرمال أو نقل مواد البناء، وهي أعمال شاقة تتطلب حمل أوزان ثقيلة في عز حرارة الشمس، مضيفًا: “هذا العام شهدنا أعلى درجات حرارة، خصوصًا في الصعيد المعروف بحرارته الشديدة”
بينما أوضح محمد العطار، عامل نظافة، أن معظم العاملين في مجال النظافة والتجميل يتعرضون لإصابات أو حتى وفيات أثناء العمل، مشيرًا إلى أن المصلحة تعترف بحقوق العامل فقط إذا توفي أثناء أداء مهامه، أما في غير ذلك، فالأمر يقتصر على بعض التعاطف وصرف مبلغ زهيد لأسرته، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص.
التغيرات المناخية وتأثيرها على العمالة
يقول منصور سيد أحمد، عامل أرزقي: “عندما نسمع بسقوط عامل تحت الشمس، نشعر أن الموت يقترب منا”، مضيفًا أن الأجور التي يتقاضونها لا تكفي لسد احتياجاتهم الأساسية، وأن الكثير من العمال لا يزالون على عقود مؤقتة أو يعملون على “صناديق خاصة” دون تثبيت
أما صابر محمود، عامل أرزقي آخر، فأكد أنهم يسعون يوميًا للحصول على لقمة العيش لإطعام أسرهم، إلا أن درجات الحرارة المرتفعة ترهقهم وتعرضهم للأمراض، ومع ذلك لا يجدون مصدر دخل آخر سوى العمل المتواصل في الشارع.
عمال معهد الأورام بلا ضمانات ولا وقاية
أشار م.ع، عامل بمعهد الأورام، إلى أنهم يعملون في ظروف صعبة، وسط درجات حرارة مرتفعة وتغيرات مناخية، ويتعرضون لخطر الإصابة بأمراض وفيروسات نتيجة احتكاكهم بالمخلفات الطبية والدماء، دون أن يتم النظر في أوضاعهم أو توفير تأمين صحي لهم، مضيفًا: “زميل لنا أصيب بجلطة، ولم نستطع مساعدته إلا عبر التبرعات، لغياب أي تغطية علاجية”
كما أكدت ش.م، عاملة بالمعهد منذ 8 سنوات، أنهم يعملون كمؤقتين دون تثبيت أو تأمين، وأن زملاء العمل يتعرضون للأمراض بسبب غياب الوقاية وبدل العدوى، وهو ما دفعهم لعرض مشكلتهم على محافظ قنا خلال زيارته للمعهد، على أمل الحصول على حل يضمن حقوقهم ويقيهم مخاطر المهنة.
عمالة معهد الأورام ينتظرون حلول محافظ قنا.