الرئيس السيسي يؤكد أن التخلي عن مياه النيل يعني التخلي عن حياتنا ولن يحدث ذلك

الرئيس السيسي يؤكد أن التخلي عن مياه النيل يعني التخلي عن حياتنا ولن يحدث ذلك

أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، «اسمحوا لي أن أؤكد هنا على أهمية النقاش الذي دار بيني وبين فخامة الرئيس موسيفيني، حيث أظهر حكمته وخبرته الطويلة، وقد اتفقنا على أن موضوع المياه والتنمية يمثلان أهمية كبيرة، وموقفنا كان واضحًا منذ البداية، وهو أننا لا نعارض أبدًا تنمية شركائنا وأشقائنا في دول حوض النيل، وليس لدينا أي مشكلة في ذلك، ولكن يجب ألا تؤثر هذه التنمية على حجم أو حصة المياه التي تصل إلى مصر»

جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقائه بالرئيس الأوغندي، يويري كاجوتا موسيفيني، في قصر الاتحادية، حيث استعرض الرئيسان نتائج الاجتماعات التي جرت بينهما

وأضاف الرئيس «وجدت في المناقشة مع فخامة الرئيس وجهة نظر تستحق الذكر، حيث تساءل فخامة الرئيس إن كنا جميعًا معًا، فأجبتُ أننا بالطبع جميعًا معًا، ولا يوجد خلاف على ذلك، وذكر الرئيس موسيفيني أن حجم المياه المتساقطة على الحوض، سواء النيل الأزرق أو النيل الأبيض، وفقًا للأسس العلمية يصل إلى 1600 مليار متر مكعب سنويًا، حيث يتم تقسيم هذه المياه إلى جزء يذهب للغابات والمستنقعات، وجزء يُستخدم في الزراعة، وجزء يتبخر، وجزء يذهب إلى المياه الجوفية، والجزء اليسير هو الذي يصل إلى النيل الأبيض والأزرق، وهو تقريبًا 85 مليار متر مكعب، أي نحو 4% من الـ 1600 مليار متر مكعب»

«وعندما نطلب أن يصل هذا الحجم من المياه إلى مصر والسودان لتلبية احتياجاتنا، حيث ليس لدينا مصدر آخر غيره، هل يعني ذلك أننا نرفض التنمية في دول الحوض أو نرفض الاستفادة من المياه المتاحة لديهم سواء في الزراعة أو إنتاج الكهرباء؟ بالطبع لا، وأؤكد ذلك هنا أمام فخامة الرئيس وأمامكم، وأقول للمصريين إن موقفنا منذ البداية أننا لسنا ضد التنمية، ولم نتحدث حتى عن الاقتسام العادل للمياه، حيث يعني ذلك التحدث عن الـ 1600 مليار متر مكعب، وإنما نتحدث عن المتبقي وهو لا يزيد عن 4% أو 5%»

«وهذا أمر مهم جدًا، فنحن لا نكرر “نحن وهم”، بل نحن جميعًا، فلا أقول مصر والسودان فقط بل أقول إننا جميعًا معًا، نعيش وننمو ونتعاون من أجل ازدهار واستقرار بلادنا، ومن أجل ذلك، أؤكد مرة أخرى فيما يتعلق بموضوع المياه بالنسبة لمصر أنه ليس لدينا سبيل آخر، وقد ذكر لي فخامة الرئيس أن مصر تعني “الحديقة” في أوغندا، وهذه الحديقة ليس لها مصدر آخر للمياه سوى النيل، فلا يوجد أمطار، وبالتالي فلا يمكن تصور أن مصر ستتخلى عنها، فالتخلي عن أي جزء منها يعني التخلي عن حياتنا، وهذا الأمر لن يحدث»

«أردتُ أن أشير إلى هذه النقطة، ونعول كثيرًا على اللجنة السباعية برئاسة أوغندا للوصول إلى توافق يستفيد منه الجميع ويتعاون لدول الحوض، وهناك دول عديدة لديها قضايا مشابهة وقد توصلت إلى تفاهمات واتفاقيات تفيد الجميع، ونحن نرغب في الوصول إلى هذا الأمر»

«وبخصوص هذه النقطة، فخامة الرئيس، أود أن أوضح أن من تتساقط لديه الأمطار لا يشعر أبدًا بمعاناة من ليس لديه أمطار، فمصر لا تشهد أمطارًا، والشعب المصري يشعر بقلق شديد من مسألة المياه، وأقول للمصريين إنني أقدر هذا الأمر، وإنني مسؤول مع أشقائي والحكماء، مثل الرئيس موسيفيني، على إيجاد حل لا يؤثر على حياة المصريين»

«تواجه مصر ضغوطًا عديدة في هذا الموضوع، وقد تكون المياه جزءًا من حملة هذه الضغوط لتحقيق أهداف أخرى، ونحن مدركون لذلك، وأؤكد مرة أخرى أننا دائمًا ضد التدخل في شؤون الآخرين، وضد التآمر عليهم، وضد الهدم والتدمير، فنحن مع البناء والتعاون والتنمية، حيث عانت بلداننا في أفريقيا لسنوات طويلة من الاقتتال والصراع»

«أطمئن المصريين مرة أخرى، إن شاء الله في هذا الأمر، فلن نسمح أبدًا بأن يتم المساس بالمياه التي تعيش عليها 105 مليون مواطن، و10 مليون تقريبًا من الضيوف، فلا نسميهم باللاجئين، وهنا أؤكد وأكرر أن وعي المصريين وصلابتهم تعد الركيزة الأساسية التي أعول عليها في مواجهة أي تحدٍ أو تهديد محتمل، وفي النهاية، أشكركم، وأشكر فخامة الرئيس مرة أخرى، وأرحب به في بلده مصر، وشكرًا»