مصر تستعد لتحقيق فوائض كهرباء مستدامة خلال العقد المقبل وفقًا لـ”فيتش”

توقعت شركة “BMI” للأبحاث، التابعة لوكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، أن تحقق مصر فوائض مستدامة في إنتاج الكهرباء على مدى السنوات العشر القادمة، وذلك بفضل تسارع نمو مصادر الطاقة المتجددة في البلاد
ويوضح تقرير حديث للشركة أن استكمال مشروع الربط الكهربائي عالي الجهد بين مصر والسعودية، الذي من المتوقع الانتهاء من مرحلته الأولى العام المقبل، يمثل نقطة تحول استراتيجية مهمة، حيث يفتح هذا المشروع آفاقاً واسعة لتجارة الطاقة بين البلدين، ويعزز كفاءة إدارة الفوائض الكهربائية، خصوصاً في فترات انخفاض الطلب المحلي
قفزة نوعية في الطاقة المتجددة
تستهدف مصر رفع نسبة مصادر الطاقة المتجددة إلى 58% من إجمالي إنتاج الكهرباء بحلول عام 2040، مع توقعات بزيادة قدرة إنتاج الطاقة غير الكهرومائية إلى 17.7 جيجاوات بحلول 2034، مقارنة بأقل من 7 جيجاوات في 2024، ويعود هذا النمو إلى مشاريع كبرى مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية ومشروعات طاقة الرياح في خليج السويس، إلى جانب مشاركة متزايدة للقطاع الخاص في توليد الكهرباء
توازن بين الطلب والإنتاج
تشير التوقعات إلى ارتفاع استهلاك الكهرباء في مصر بنسبة 37.3% خلال العقد المقبل، من 174.4 تيراوات/ساعة في 2024 إلى 239.5 تيراوات/ساعة في 2034، مدفوعاً بالتوسع العمراني، وزيادة الطبقة الوسطى، وارتفاع الطلب على التبريد وتحلية المياه، ومع ذلك، سيظل الإنتاج متفوقاً على الاستهلاك، ما يسمح بتحقيق فوائض سنوية تتزايد من 45.4 تيراوات/ساعة إلى 71.2 تيراوات/ساعة، مما يعزز قدرة مصر على التصدير وتحقيق إيرادات إضافية
مصر والسعودية.. شراكة إقليمية في الطاقة
يرتبط التقرير باكتمال المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، بقيمة استثمارية تبلغ 1.8 مليار دولار، وتصل الطاقة الأولية للنقل إلى 1500 ميجاوات مع خطط لزيادة القدرة إلى 3000 ميجاوات مستقبلاً، هذا الربط سيحول البلدين إلى أكبر مصدّرين صافيين للكهرباء في المنطقة، وفقاً للتقرير، من المتوقع أن ترتفع صادرات الكهرباء المصرية من 2.99 تيراوات/ساعة في 2024 إلى 17.7 تيراوات/ساعة في 2034، لترسخ مصر مكانتها كمصدر رئيسي للطاقة في شمال إفريقيا، في المقابل، ستقفز صادرات السعودية من 0.64 تيراوات/ساعة إلى 18 تيراوات/ساعة خلال نفس الفترة
وتأتي هذه التوقعات لتؤكد الدور المحوري الذي تلعبه مصر في منظومة الطاقة الإقليمية، مدعومة بخطط طموحة لتعزيز الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية الكهربائية، كما يعكس الربط مع السعودية خطوة استراتيجية لتوسيع أسواق الطاقة، مما يدعم التنمية الاقتصادية المستدامة ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة