البنوك ودور المرأة المصرية في تعزيز التمكين الاقتصادي

البنوك والمرأة المصرية.. شراكة مالية تدعم التمكين الاقتصادي
في السنوات الأخيرة، شهدت مصر تحركات واسعة لدعم المرأة اقتصاديًا وتمكينها من الوصول إلى الخدمات المالية، باعتبارها أحد المحركات الرئيسية للنمو والتنمية، وفي هذا الإطار، برزت البنوك المصرية كأحد أهم الداعمين للسيدات، من خلال تقديم منتجات وخدمات موجهة خصيصًا لاحتياجاتهن، بجانب برامج تمويل ومبادرات للتثقيف المالي
المرأة في السوق المصرية.. أرقام ودلالات
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن النساء يمثلن ما يقرب من نصف المجتمع، لكن نسبة كبيرة منهن ظلت خارج المنظومة المصرفية لسنوات طويلة، إما لغياب الوعي المالي أو لصعوبة الوصول إلى الخدمات البنكية، إلا أن المبادرات التي أطلقتها الدولة والبنك المركزي المصري ساهمت في رفع نسبة الشمول المالي للمرأة من أقل من 10% قبل عقد من الزمن، إلى أكثر من 30% في السنوات الأخيرة
خدمات ومنتجات مصرفية مصممة للسيدات
عملت العديد من البنوك على تصميم منتجات تستهدف المرأة مباشرة، من بينها:
حسابات توفير بدون حد أدنى لتشجيع السيدات على الادخار حتى بمبالغ بسيطة، بطاقات خصم وائتمان بعروض خاصة مثل تخفيضات على المستلزمات المنزلية، الملابس، والخدمات الطبية، برامج تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، خاصة للنساء في القرى والمناطق النائية، مع تسهيلات في الإجراءات وفترات سداد مرنة، حسابات مشتركة للعائلات تسهّل إدارة ميزانية الأسرة بمشاركة الزوجين
التمويل متناهي الصغر
أحد أبرز قصص النجاح في دعم السيدات تأتي من برامج التمويل متناهي الصغر التي تقدمها بنوك مثل البنك الزراعي المصري وبنك ناصر الاجتماعي، هذه البرامج مكنت آلاف السيدات من تأسيس مشروعات صغيرة في مجالات مثل إنتاج الأغذية، الحرف اليدوية، وتربية الدواجن، مما ساعد في تحسين دخل الأسرة وتقليل معدلات الفقر
التثقيف المالي
لم تكتف البنوك بتقديم التمويل والخدمات، بل توسعت في برامج التثقيف المالي، حيث تنظم ورش عمل ودورات تدريبية لتعليم السيدات كيفية إدارة أموالهن، إعداد خطط ادخار، وفهم أساسيات القروض والفوائد، هذه المبادرات ساهمت في تعزيز قدرة المرأة على اتخاذ قرارات مالية واعية
التحديات التي تواجه السيدات في القطاع المصرفي
رغم التقدم، ما زالت هناك عقبات، أبرزها: ضعف الثقافة المصرفية في بعض المناطق، تخوف بعض السيدات من الاقتراض، القيود الاجتماعية التي تحد من حرية المرأة في اتخاذ قرارات مالية مستقلة
البنوك المصرية لم تعد مجرد مؤسسات مالية تقليدية، بل أصبحت شريكًا حقيقيًا في تمكين المرأة، من خلال خدمات مرنة، تمويلات ميسرة، وبرامج توعية، تسهم في بناء مستقبل أكثر استقلالية وأمانًا ماليًا للسيدات، ومع استمرار هذا النهج، يمكن القول إن المرأة المصرية في طريقها لاحتلال مكانة أقوى في الاقتصاد الوطني