توغلات جديدة لإسرائيل في شمال القنيطرة بجنوب سوريا

أفادت قناة “الإخبارية السورية” الرسمية، اليوم الثلاثاء، بأن قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي توغلت داخل بلدة طرنجة الواقعة شمالي محافظة القنيطرة، حيث توقفت لفترة وجيزة في ساحة البلدة قبل أن تواصل تحركها باتجاه بلدة حضر في الريف الشمالي للمحافظة
وذكرت القناة أن هناك تحركات عسكرية أخرى رُصدت في المنطقة، حيث شوهد رتل إسرائيلي ينطلق من تل الأحمر الغربي باتجاه أطراف قرية الأصبح في ريف القنيطرة الجنوبي، مما أدى إلى حالة من الترقب والقلق بين الأهالي
ويأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة على توغل إسرائيلي آخر في بلدة طرنجة، تم خلاله إدخال قوة عسكرية قوامها نحو 100 جندي مدعومة بـ20 آلية عسكرية، ترافقها طائرات استطلاع حلقت بكثافة في أجواء المنطقة
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال التوغل السابق باعتقال شاب من أبناء القرية واقتادته إلى جهة غير معلومة، كما نفذت حملة دهم وتفتيش طالت عددًا من منازل المدنيين، تخللها اعتداءات على السكان، قبل أن تنسحب القوة بعد عدة ساعات
نشر منظومة دفاع جوي جديدة في القنيطرة ودرعا
وكانت قد كشفت تقارير ميدانية عن نشر إسرائيل منظومة دفاع جوي جديدة وأجهزة تشويش إلكترونية في منطقتي القنيطرة ودرعا، وقد تم تثبيت منظومة الدفاع الجوي في تل الفرس، الذي يُعد موقعًا استراتيجيًا يطل على الحدود الإدارية بين المحافظتين
كما أدت أجهزة التشويش، التي جرى تفعيلها مؤخرًا، إلى تعطيل ملحوظ في شبكات الاتصالات المحلية، مما أثّر على قدرة التواصل بين السكان والأجهزة الأمنية في المنطقة، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول نوايا إسرائيل العسكرية وخططها المستقبلية في الجنوب السوري
وبحسب مصادر محلية، فإن اختيار تل الفرس كنقطة لنشر المنظومة الدفاعية يشير إلى مسعى إسرائيلي لتعزيز قدرات الرصد والمراقبة في مواجهة أي تحرك من الجانب السوري أو الفصائل المسلحة المحلية
كما تهدف عمليات التشويش إلى تقويض قدرة المقاومة على التنسيق، وفرض واقع ميداني جديد يخدم مصالح تل أبيب
التوسع الإسرائيلي في جنوب سوريا
وفي سياق ذي صلة، كشفت تقارير عن إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية جديدة في مقر “اللواء 78” السابق قرب مدينة قطنا بريف دمشق، وهو ما يُعد جزءًا من خطة أوسع للتمركز الدائم في مناطق قريبة من العاصمة السورية
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية إسرائيلية توسعية بدأت منذ انهيار النظام السوري السابق في ديسمبر 2024، حيث استغلت تل أبيب حالة الفراغ الأمني لتعزيز وجودها العسكري في الجنوب السوري تحت ذريعة مواجهة “التهديدات” الإيرانية والفصائل المسلحة، فيما تُظهر التحركات الميدانية مسعى واضحًا نحو توسيع المنطقة العازلة على حساب الأراضي السورية
ومنذ غزوها للمنطقة العازلة في الجولان أواخر عام 2024، كثّف الجيش الإسرائيلي من عملياته، بما في ذلك تنفيذ مئات الغارات الجوية، أدت إلى تدمير أكثر من 85% من القدرات العسكرية للجيش السوري السابق في المنطقة، بحسب مصادر حقوقية وإعلامية
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن تل أبيب ماضية في سياسة الأمر الواقع، في ظل غياب رد فعل حاسم من الحكومة السورية، ما يُنذر بتصعيد محتمل وتغيرات جذرية في خارطة السيطرة العسكرية جنوب سوريا