السيناريوهات المحتملة للصراع المقبل بين إسرائيل وإيران

السيناريوهات المحتملة للصراع المقبل بين إسرائيل وإيران

تزايدت التوترات بين إسرائيل وإيران بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث شهدنا تبادل تصريحات نارية وعمليات عسكرية خفية وتهديدات مستمرة، مما يرفع من احتمالات مواجهة عسكرية مباشرة، وسط قلق متزايد من تحول الصراع إلى حرب شاملة تحمل عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع

الأبعاد العسكرية للصراع:

1. القوة الجوية والتكنولوجية

تمتلك إسرائيل واحدة من أقوى القوات الجوية في المنطقة، مدعومة بتقنيات متطورة وأنظمة دفاع جوي متقدمة مثل “القبة الحديدية” و”الشعب الحديدية” و”القبة الذهبية” المزمع تطويرها، بينما تعتمد إيران على أسطول متنوع من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والدقيقة والطائرات المسيّرة (الدرونز)، والتي ستكون عنصراً أساسياً في أي مواجهة محتملة

2. الحرب السيبرانية والفضائية

لن يقتصر الصراع على الأرض والجو فحسب، بل سيمتد إلى الفضاء الإلكتروني حيث تستثمر إيران وإسرائيل بشكل كبير في قدرات الحرب السيبرانية لتعطيل البنى التحتية الحيوية، مثل شبكات الكهرباء والاتصالات والأنظمة العسكرية

3. الحروب بالوكالة

تلعب الحروب بالوكالة دوراً مركزياً في هذا الصراع، حيث تدعم إيران مليشيات وقوى في سوريا ولبنان (مثل حزب الله) والعراق واليمن، بينما تعتمد إسرائيل على تنفيذ ضربات ضد هذه المليشيات في سوريا ولبنان وتنفيذ عمليات سرية ضد القواعد الإيرانية

السيناريوهات المحتملة للحرب:
 – ضربات جوية وقصف استباقي

من المحتمل أن تبدأ إسرائيل بحملة جوية مكثفة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وقواعد الحرس الثوري ومراكز الصواريخ في سوريا والعراق، في محاولة لشل قدرات إيران العسكرية وتقليص تهديداتها قبل أن يتفاقم الوضع

– هجمات صاروخية ورد إيراني واسع النطاق

قد يتضمن رد إيران إطلاق صواريخ باليستية على أهداف في إسرائيل، خصوصاً المدن الكبرى والمنشآت العسكرية، بالإضافة إلى هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على قواعد أمريكية وحلفاء في المنطقة

– اشتباكات في الخليج العربي

من المتوقع أن تكون منطقة الخليج مسرحاً رئيسياً، مع احتمالية هجمات على السفن التجارية وحركة الملاحة البحرية في مضيق هرمز، مما قد يؤثر على أسعار النفط العالمية ويزيد من التوتر الدولي

كما يُتوقع أن يؤدي هذا الصراع إلى مزيد من الاستقطاب في الشرق الأوسط، حيث ستتخذ دول عدة مواقف حاسمة، مما قد يجر المنطقة إلى حرب أوسع تشمل دول الخليج وسوريا ولبنان

 التدخل الدولي

ستكون الولايات المتحدة وروسيا والصين لاعبين أساسيين في إدارة الصراع أو تهدئته، مع إمكانية استخدام الصراع كعامل ضغط في السياسة الدولية والصفقات الإقليمية

يرى المحللون أن الحرب القادمة بين إسرائيل وإيران ليست مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل ستكون صراعاً متعدد الأبعاد يتضمن حروباً جوية وسيبرانية وبالوكالة، بالإضافة إلى تأثيرات إقليمية ودولية معقدة، ولعل الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لتجنب هذا السيناريو المرعب، لكن حتى الآن، يبدو أن الحرب تلوح في الأفق