نجاسة الفن وسماسرة الدين وفوبيا الشعر والحجاب في معارك خالد منتصر الفكرية

نجاسة الفن وسماسرة الدين وفوبيا الشعر والحجاب في معارك خالد منتصر الفكرية

الكاتب والطبيب والمفكر خالد منتصر دائمًا ما يثير الجدل في مصر، حيث يفضل تجاوز الخطوط الحمراء ويجعل من منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي ومنابر الإعلام ساحة نقاش مفتوحة مع التراث الديني والموروث الاجتماعي، بما في ذلك بعض الأعراف الفنية أيضًا

من فتاوى “الحمل 4 سنوات” إلى منهج التربية الدينية الجديد، مرورًا بفوبيا الشعر والحجاب، لم يسلم أي موضوع من سهام نقده اللاذعة، بأسلوب يمزج بين السخرية الحادة واللغة المباشرة، مما جعله محور حديث في العديد من النقاشات

في هذا التقرير، يستعرض “نيوز رووم” أبرز “شحطاته الذهنية” التي تناولت كل شيء، من نقد الطب إلى نقد العقيدة

بدأ خالد منتصر مسيرته كطبيب وكاتب في المجال الطبي، قبل أن يتحول تدريجيًا إلى ساحة الفكر الديني والسياسي، مطلقًا تصريحات تعتبرها شريحة واسعة من الناس “مستفزة”، خاصة عندما تتعلق بالتشكيك في الأحاديث النبوية أو مهاجمة مناهج الأزهر

خالد منتصر يطلق آخر هلوساته على منهج الدين

في أحدث منشوراته، شن منتصر هجومًا حادًا على منهج التربية الدينية الجديد، واصفًا تصوير الأب الملتحي والأم المحجبة كصورة وحيدة للالتزام الديني بأنه “ربط تعسفي بين الدين والمظهر”، محذرًا من أن ذلك سيخلق جيلًا ينظر للأم السافرة كـ”فاسقة” أو “كافرة”

وقال خالد منتصر في منشور له عبر حسابه الرسمي على “الفيس بوك” إن المنهج يستبعد أي صورة للأب غير الملتحي أو الأم التي يظهر من شعرها خصلة، معتبرًا ذلك “إقصاءً لأنواع نادرة من الآباء والأمهات غير الملتزمين أو غير المؤمنين”، متسائلًا بسخرية: “هل طردهم الوزير من الجنة؟”

من الكهف والخيمة إلى مدارس الراهبات.. خالد منتصر لا يهدأ عن إثارة الجدل

وحذر من خطورة ترسيخ فكرة أن غير المحجبة فاسقة أو كافرة في عقول تلاميذ الصف الأول الابتدائي، متسائلًا عن شعور الطفل الذي يعود من حصة الدين ليجد أمه سافرة، وما قد يسببه ذلك من صدام داخل الأسرة

وختم منتصر منشوره بانتقاد حاد للوزارة، قائلًا إن هذا النهج يربي جيلاً جديدًا “سيبني الجمهورية الجديدة من الكهف والخيمة”

جورج في الأزهر.. منتصر يرحب ويدعو لفتح الأبواب للمسيحيين

خالد منتصر لم يكن حديث عهد بإثارة الجدل، إذ حفر لنفسه خطًا فكريًا مثيرًا للدهشة، يرى فيه أن الصدام هو الطريق الأوضح نحو التنوير، ومن هنا انطلقت “شحطاته الجدلية”، وقبل آرائه عن قضايا المناهج، كان قد فجّر نقاشًا حادًا بدعوته لقبول الطلاب المسيحيين في الأزهر، معتبرًا الأمر “رسالة تسامح” و”انفتاح أكاديمي”، فبرأيه أن النقد البناء للأزهر هو حفاظ عليه من الهيمنة الفكرية

وأضاف منتصر أن الأزهر كمؤسسة تعليمية له مكانة كبرى ليس فقط في مصر ولكن على مستوى العالم الإسلامي، متسائلًا: لماذا لا يُفتح بابه أمام الطلاب المسيحيين الذين يرغبون في دراسة اللغة العربية أو العلوم الشرعية من منظور أكاديمي؟ مؤكدًا أن ذلك سيكون رسالة تسامح وسعة أفق تنعكس على المجتمع المصري بأكمله

فتوى الحمل 4 سنوات.. “هو إحنا بشر ولا خرتيت؟”

وفي حلقة تليفزيونية، سخر “منتصر” من فتوى قديمة تزعم إمكانية استمرار الحمل لسنوات، قائلًا: “حتى الخرتيت ما بيتولدش في 5 سنين!”، واعتبر أن الصمت على مثل هذه الفتاوى مشاركة في نشر الجهل

وضمن حديثه، استعرض منتصر واحدة من أغرب الفتاوى التي تم تداولها في العقود الأخيرة، حين قال مفتي سابق للجمهورية إن الحمل قد يمتد إلى أربع سنوات، بل أشار البعض إلى إمكانية أن يصل إلى خمس سنوات، ورد ساخرًا: “هو إحنا بنكلم عن بشر ولا خرتيت؟ دا حتى الخرتيت ما بيتولدش في 5 سنين!”، مضيفًا: “ده كلام لا يقبله علم ولا عقل، ولو سكتنا عليه يبقى إحنا مشاركين في نشر الجهل”

فوبيا الشعر والرقبة.. معركة منتصر مع “سماسرة الدين”

هاجم منتصر الهوس المجتمعي بغطاء الرأس للفتيات الصغيرات، واعتبره قمعًا لحق الأنثى الفطري في الجمال، مشبهًا محاولات فرض الحجاب المبكر بـ”كبت الأوكسجين”

وكتب خالد منتصر على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “من فوبيا الشعر إلى فوبيا الرقبة.. البنت تخلق بالفطرة وداخلها غريزة الاستحسان الاجتماعي، تبحث عن الجمال، وترتفع معنوياتها بأن يكون جمالها هذا مثل جمال أجنحة الفراشة، عطراً يفوح فيملأ الكون بهجة، وهناك فرق كبير لا تفهمه الأدمغة المحنطة من سماسرة الدين وتجار الاكتئاب والذين حولوا السماء إلى مصمم أزياء، وهو أن إحساس تلك البنت الفطري بالجمال وأهميته وإبرازه مختلف تمامًا عن الشهوة والترخص والعهر والرغبة في عرض نفسها كما يقول الشيخ الشهير”

سرقة فيلا نوال الدجوي.. “ثقافة الاكتناز” تحت قصف الدكتور المفكر

كان قد علّق “خالد منتصر” على حادث بانتقاد النخب الرأسمالية التي تخزن الأموال بدلًا من استثمارها في مشروعات إنتاجية، داعيًا لنهج عالمي في ضخ الثروات بالاقتصاد

حيث أوضح منتصر أن المشكلة ليست في امتلاك الثروة بحد ذاتها، بل في طريقة التعامل معها، منتقدًا تركيز البعض على تجميع الأموال داخل المنازل أو الخزائن دون ضخها في مشروعات إنتاجية تساهم في تحسين الاقتصاد المصري

وأشار إلى نماذج عالمية مثل إيلون ماسك وبيل غيتس، مؤكدًا أن كليهما لا يحتفظ بمبالغ نقدية كبيرة في منزلهما، بل يستثمران ثرواتهما في الأسواق، ما يسهم في توظيف العمالة وتنشيط الاقتصاد

مدارس الراهبات.. دفاع منتصر عن “أفضل تعليم في مصر”

وفي قضية الاعتداء على طفل بدمنهور، دافع خالد منتصر عن مدارس الراهبات ورفض استغلال الحادث للهجوم عليها، مشددًا على أن الجريمة تُدين الشخص ولا تدين ديانته

وقال الدكتور خالد منتصر من خلال حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “تظل مدارس الراهبات أفضل مدارس في مصر، الإنصاف يقتضي ألا يستغل المهاويس والسيكوباتيين أي حادث للهجوم على أرفع مستوى تعليم لا يعرف الطائفية بمصر”

الفنان ليس نجسًا.. هجومه على مشايخ مهاجمي الفن

هاجم خالد منتصر ما وصفه بمحاولات رجال الدين تسكين الفنانين في خانة “الإثم”، ودافع عن الكاتبة سحر الجعارة ضد هجمة اعتبرها “تكفيرًا للفن”

ووجه منتصر، حديثه للشيخ مظهر شاهين، في منشور له على صفحته على موقع التواصل “فيس بوك” قائلًا: “الفن ليس إثمًا ولا خطيئة ولا نجسًا حتى نتوب عنه يا شيخ مظهر”

وأضاف “منتصر”: “هذا هو المبدأ الذي دافعت عنه كاتبة مستنيرة صاحبة قلم مناصر للفن والحياة والجمال، سحر الجعارة لم تكن تدافع عن الفنان أحمد سعد، لكنها كانت تدافع عن الفن، ضد هجمة التتار عليه، المشايخ يريدون تسكين الفنان في خانة الإحساس بالذنب والخطيئة، والفنان مثل أي إنسان مصري ليس لديه جهاز مناعة ثقافي قوي ضد تلك المحاولات التكفيرية للفن، هذا الهجوم على سحر غرضه كسر قلمها، لكني أعرف سحر جيدًا، مقاتلة شرسة في كتيبة التنوير”